الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"بهارات" في قمة العشرين.. سر التسمية التي أطلقها مودي على الهند

  • مشاركة :
post-title
بهارات

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

وضع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لافتة تحمل اسم "بهارات"، بديلًا للهند، أثناء افتتاح قمة العشرين، اليوم السبت، وذلك بعد أيام قليلة من الإعلان عن عزمه تغيير اسم البلد الذي يحقق وجودًا قويًا على الساحة الدولية، وسط القوى العظمى، وقال متحدثًا باللغة الهندية: "بهارات ترحب بالمندوبين باعتبارها رئيسًا لمجموعة العشرين"، فما سر قرار تغيير اسم "الهند". 

لم تعلن "نيودلهي" عن استخدام اسم "بهارات" رسميًا، لكنها استخدمت الاسم في دعوة قادة العالم، لقمة مجموعة العشرين، في وقت يسعى فيه "مودي" إلى إزالة رموز الحكم البريطاني الباقية من المشهد الحضري، وكتب التاريخ، لكن تغيير اسم الهند، قد يكون الإجراء الأكبر حتى الآن. 

وفي حين تلتزم عادة باستخدام اسم الهند في ألقاب مثل الرئيس أو رئيس الوزراء عند التواصل باللغة الإنجليزية، أشارت الرئيسة دروبادي مورمو، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إلى نفسها بالقول "رئيسة بهارات" في دعوة عشاء لاستقبال زعماء مجموعة العشرين، مما أثار شرارة الجدل، كما استخدم "مودي" اسم بهارات، عدة مرات من قبل. 

ويعود اسم "بهارات" إلى الكتب المقدسة الهندوسية القديمة المكتوبة باللغة السنسكريتية، وأحد الاسمين الرسميين للبلاد بموجب دستورها، وسعى أعضاء حزبه القومي الهندوسي "بهاراتيا جاناتا" الحاكم، في السابق إلى تغيير اسم "الهند" الذي ترجع جذوره إلى العصور القديمة الغربية وتم فرضه خلال الاستعمار البريطاني، بحسب "دويتشه فيله". 

ويتضمن الدستور الهندي، اسم بهارات في المادة الأولى، التي تنص على أن "بهارات، يجب أن تكون اتحادًا للولايات"، لكن في كل مكان آخر في الدستور، يشار إلى البلاد باسم "الهند".

محاولات سابقة

يشير موقع amarujala، إلى محاولات سابقة لتغيير اسم الهند، ورفع الكثير من القضايا أمام المحكمة العليا، لإزالة اسم الهند من الدستور، باعتباره رمزًا لـ"العبودية"، إلا إن القضاة رفضوا التورط في الجدل. 

وفي وقت سابق، طالب ناريش بانسال، عضو حزب بهاراتيا جاناتا بمجلس راجيا سابها (مجلس الولايات)، بإزالة كلمة الهند من الدستور، قائلًا إن كلمة الهند هي رمز العبودية الاستعمارية ويجب إزالتها. 

وكشفت صحيفة "إنديا توداي" الهندية، أن الحكومة تعتزم طرح قرار إعادة تسمية الهند إلى "بهارات"، خلال الجلسة الخاصة المقبلة للبرلمان في الفترة من 18 إلى 22 سبتمبر الجاري، في محاولة لاتخاذ قرار رسمي لتغيير الاسم.

أصل التسمية
بهارات

يعود اسم "بهارات"، إلى ما قبل الاستعمار، وهي كلمة من اللغة السنسكريتية القديمة بالأصل، وهي مشتقة من كلمة "بهاراتام" بمعنى "أرض الجنوب"، وفي يناير 1950 في فترة تأسيس دستور الهند، تم اختيار "بهارات"، اسمًا رسميًا للهند حينها.

وتنسب بعض الدراسات التاريخية اسم "بهارات" إلى زمن الإمبراطور "بهاراتا"، المعروف باسم المؤسس الأول لشبه القارة الهندية بأكملها، إذ يشير تاريخ الهند القديم، إلى أنه كان إمبراطورًا عظيمًا، وحكم شبه القارة الهندية بأكملها، وكانت إمبراطوريته تُسمى "بهاراتفارشا"، وامتدت من جبال الهيمالايا إلى البحر، بحسب "بي بي سي".

بين مؤيد ومعارض

رحب العديد من السياسيين في حزب بهاراتيا جاناتا، بهذه الخطوة، وأعربوا عن فخرهم بهذه اللحظة، إذ اعتُبر تغيير الاسم، على أنه ترجمة لجهود الحزب القومي الهندوسي لإلغاء "أسماء الحقبة الاستعمارية الهندية".

وانتشرت دعوات باسم "رئيسة دولة بهارات" بدلًا من رئيسة الهند، لتبدأ الانتقادات الواسعة من قبل الأحزاب المعارضة داخل الهند، وربطوها بائتلافهم المشكل حديثًا باسم "الهند"، كاختصار للتحالف الوطني التنموي الهندي الشامل، وقال مانوج جها، زعيم حزب راشتريا جاناتا دال في بيهار على موقع "إكس"، إن بضعة أسابيع فقط مرت على إطلاق التحالف الجديد، وبدأ حزب بهاراتيا جاناتا في إرسال الدعوات بعبارة "جمهورية بهارات" بدلاً من "جمهورية الهند"، مضيفًا: "لن تتمكنوا من أخذ الهند ولا بهارات منا".

كذلك انتقد السياسي راجاف تشادا من حزب "آم آدمي"، محاولة تغيير الاسم بشدة، وتساءل: ""كيف يمكن لحزب بهاراتيا جاناتا (الحزب الحاكم) أن يضرب ويقسم البلاد"، وكتب عبر "إكس": "إن الخطوة الأخيرة لحزب بهاراتيا جاناتا وتغيير تسمية رئيسة البلاد في الدعوات الرسمية لقمة مجموعة العشرين تثير الدهشة".

فيما قال شاشي ثارور من حزب الكونجرس المعارض على موقع "إكس": "آمل ألا تكون الحكومة حمقاء إلى حد الاستغناء تمامًا عن مسمى الهند، يجب أن نستمر في استخدام الكلمتين بدلًا من التخلي عن اسم يفوح منه عبق التاريخ، وهو الاسم المعترف به في جميع أنحاء العالم".

وطوال عقود، سعت الحكومات الهندية بمختلف توجهاتها إلى إزالة آثار العصر الاستعماري البريطاني من خلال إعادة تسمية الطرق، وحتى مدن بأكملها.