في خطوة تهدف إلى تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية وتعزيز المساواة بين الجنسين، بدأت مدينة ليون في فرنسا تجربة جديدة، تتمثل في تقليص أيام العمل إلى أربعة أيام في الأسبوع. وتُثير هذه التجربة آراءً مُتباينة بين المؤيد والمعارض، إذ يرى البعض فيها فرصة لتحسين جودة الحياة وزيادة إنتاجية العاملين، بينما يشعر البعض الآخر بالقلق من الآثار السلبية المحتملة على الاقتصاد والحياة العامة.
تم إطلاق هذه التجربة في الأول من سبتمبر من قبل السُلطات المحلية في مدينة ليون، والتي يتحكم فيها الحزب البيئي المتحالف مع اليسار. ووفقًا لما أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تهدف هذه التجربة إلى تقديم فرصة للموظفين في المدينة للعمل فقط أربعة أيام في الأسبوع، مما يعني زيادة فترة الراحة والاستجمام لديهم. ومن المتوقع أن يشترك نحو 4500 موظف في هذه التجربة، بينما يستثنى منها الموظفون الذين يعملون بوظائف ذات دوام جزئي أو مخفض؛ بسبب طبيعة الأعمال التي يقومون بها.
توزيع متوازن للمتطوعين
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه حتى الآن، قدم نحو 300 شخص نفسه للمشاركة في هذه التجربة، وضمن المتطوعين كل من الرجال والنساء وفي مُختلف الأعمار. وتُشير التقديرات إلى أن هناك توزيعًا متوازنًا للمتطوعين بين فئات العمالة، إذ يشكل العاملون في المناصب الإدارية 63%، يليهم العاملون في الفئة الثانية بنسبة 21%، والعاملون في الفئة الثالثة بنسبة 15.5%. وسيتم استمرار التجربة خلال العام الدراسي الحالي، إذ سيتم تقييمها مرتين، الأولى في يناير والثانية في مايو، لتحديد ما إذا كان يمكن تطبيقها بشكل كامل اعتبارًا من الأول من سبتمبر 2024.
عدة سيناريوهات
يتم تجريب عدة سيناريوهات في هذه التجربة، بما في ذلك العمل الكامل في أربعة أيام، أو العمل في أربعة أيام ونصف، أو تناوب بين أسابيع العمل المكونة من أربعة أيام في أسبوع وخمسة أيام في أسبوع آخر. ولا يُفرض يوم (أو نصف يوم) الراحة، ولكن يجب تحديده بالتنسيق مع المدير لتنسيق الطلبات المختلفة داخل الخدمة.
تعزيز المساواة بين الجنسين
أشارت لوموند إلى أن هذه التجربة تثمن جهود تعزيز المساواة بين الجنسين، وتهدف إلى تقديم حلول للتحديات التي يواجهها الآباء والأمهات في توفير الرعاية لأطفالهم وتحقيق التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية، ومن المتوقع أن يسهم هذا النمط الجديد في تعزيز الرفاهية ورضا الموظفين، مما قد يؤدي في النهاية إلى زيادة إنتاجية العاملين ورفاهية المجتمع بشكل عام.
آثار سلبية محتملة
مع ذلك، هناك أيضًا مخاوف تتعلق بالآثار السلبية المحتملة لهذه التجربة، تشمل هذه المخاوف زيادة العبء على الموظفين الذين سيعملون أيامًا أطول، وتأثيراتها المحتملة على الاقتصاد المحلي وعمليات الشركات والمؤسسات الأخرى التي تتعامل مع الموظفين في مدينة ليون.