نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرًا، كشفت فيه عن نتائج تحقيقين صحفيين حول ممارسات مُرعبة تقوم بها دور الحضانة الربحية في فرنسا، وركز التحقيقان على الحضانات التي تديرها شركات ربحية كبرى، مثل بابيلو وبتي شابيرون روج وبيبل آند بيبي.
جذور الفاجعة
في مطلع العام الماضي، أثارت وفاة طفلة تبلغ من العمر 11 شهرًا في إحدى حضانات الأطفال التابعة لإحدى شركات الحضانات الخاصة في ليون صدمة كبيرة. توفيت الطفلة بعد تناولها مادة سامة بالخطأ في وجود موظفة وحيدة مرهقة في الحضانة، وبعد مرور أكثر من عام على هذه المأساة، كشف تقرير صحيفة لوموند الفرنسية عن تجارب النساء العاملات في هذا القطاع، الذي يشغل عددًا كبيرًا من النساء. إذ جمع التقرير شهادات العاملات التي تصف إرهاقهن وجداول عمل مرهقة والممارسات السيئة التي يشهدنها وأحيانًا يجبرن على ارتكابها بسبب نقص العاملات.
مهازل الحضانات
لا يزال الآباء والأمهات يعانون من آثار هذه الممارسات السيئة على أطفالهم، إذ تعرض بعض الأطفال للإهمال داخل الحضانات، حيث يتم تركهم "منسيين" في غرفة، بالإضافة إلى العثور على بعضهم يتجول خارج الحاضنة، كما يشير التقرير إلى تفاقم هذه الممارسات السيئة بعد عزوف العاملات عن هذا القطاع؛ بسبب ضغوط العمل الكبيرة والأجور المنخفضة، وهذا يترك الحضانات في حاجة ماسة إلى تعويضات وتحسينات جذرية لضمان سلامة وسعادة الأطفال.
زيادة الربحية
تطرق التقرير أيضًا إلى الأسباب وراء هذه الممارسات المشبوهة في الحضانات الربحية، إذ يشير إلى أن الضغوط المالية والرغبة في زيادة الربحية تدفع بعض الشركات إلى قصر الإجراءات الأمنية وتوفير الموظفين بشكل غير كافٍ، مما يؤدي إلى تراجع جودة الخدمة وتعريض الأطفال للمخاطر.
مطالبات للتحرك
وفي ظل هذه الكشوفات، تُشير الصحيفة إلى أنه على السُلطات المختصة في فرنسا اتخاذ إجراءات فورية لمراقبة ومراجعة هذا القطاع، وفرض قوانين صارمة لضمان سلامة الأطفال وتوفير بيئة صحية ومأمونة لهم، كما أشارت إلى ضرورة زيادة الرقابة وتعزيز التدريب وتحسين ظروف العمل للعاملات في هذا المجال. فعلى الرغم من أن الحضانات الربحية لها دور مهم في تلبية احتياجات المجتمع، إلا أن سلامة ورفاهية الأطفال يجب أن تكون الأولوية القصوى.
تؤكد الصحيفة أن فضائح الحضانات الربحية في فرنسا قد أثارت مخاوف جدية بشأن سلامة الأطفال وجودة الخدمة المقدمة، مُشددة على أنه يجب على الحكومة والجهات المعنية التصدي لهذه الممارسات المشبوهة وتضمين حماية الأطفال في أولوياتها، إذ ينبغي أن تتخذ إجراءات حازمة لتطبيق القوانين واللوائح المناسبة، وتعزيز رقابة القطاع وتوفير التدريب والدعم للعاملات في مجال رعاية الأطفال.