هاجمت روسيا، الولايات المتحدة الأمريكية، بعد قرارها إرسال ذخائر اليورانيوم المنضب إلى كييف، ضمن حزمة مساعدات جديدة، بقيمة مليار دولار إضافية أعلنها وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال زيارته أوكرانيا، وقالت موسكو إنه سيحول أوكرانيا إلى أرضٍ غير صالحة، وسينشر أمراض السرطان والأوبئة.
وبحسب ما أعلنه البنتاجون، تشمل حزمة المساعدات الأخيرة ذخائر يورانيوم منضب عيار 120 ملم، مخصصة لدبابات أبرامز الأمريكية، وهي قادرة على اختراق المدرعات الثقيلة، لكنها تثير الجدل بسبب المخاطر التي ترتبط باستخدامها.
وقالت دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، إن استخدام هذه الذخائر أدى إلى زيادة جامحة في إصابات السرطان في الماضي، واعتبر أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية قرارها.
وكانت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، قالت في أغسطس الماضي، إن قذائف اليورانيوم المنضب ستجعل أوكرانيا أرضًا غير صالحة للعيش، مشيرة إلى أن التلوث الإشعاعي للتراب يحدث ويتم رصده بوسائل موضوعية، وحذرت من أن آثار استخدام قذائف اليورانيوم في أوكرانيا قد تطول بولندا المجاورة، بحسب صحيفة "كومسمولسكايا برافدا".
وأضافت "زاخاروفا" أن الأوكرانيين عليهم أن يدركوا أن الغرب يورد لهم "السم"، الذي سيؤدي لانتشار الإصابة بأورام السلطان، ونصحتهم بأن يطالبوا بسحب قذائف اليورانيوم المنضب من البلاد بأسرع ما يمكن.
الرد الأمريكي
قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، ردًا على ما وصفته بـ"المزاعم الروسية"، بأن ذخائر اليورانيوم من شأنها أن تتسبب في زيادة معدلات الإصابة بالسرطان وغيره من الأمراض "بلا دليل علمي".
ونقلت نائبة المتحدث باسم "البنتاجون" سابرينا سينج، تأكيدات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، بأنه لا يوجد دليل على تسبب تلك الذخائر في السرطان، وهو أيضًا ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، إذ أكدت أنه لم تكن هناك زيادة في حالات سرطان الدم أو أنواع السرطان الأخرى، بعد أي تعرض لليورانيوم المنضب.
ودافعت "سينج" عن إرسال واشنطن للذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضب لكييف بقولها: "العديد من الجيوش في جميع أنحاء العالم تستخدم اليورانيوم المنضب، وأنها ستكون الأكثر فعالية في مواجهة الدبابات الروسية".
أقل إشعاعًا
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن اليورانيوم المنضب "أقل إشعاعا إلى حد كبير من اليورانيوم الطبيعي"، لكنها حثت على توخي الحذر عند التعامل معه.
خطر اليورانيوم المنضب
يشير الموقع الإلكتروني لوزارة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية، إلى أن اليورانيوم المنضب الذي يدخل الجسم يمكن أن يصبح خطرًا محتملًا على الصحة، بسبب خصائصه الإشعاعية، وأن احتمالية حدوث مخاطر طويلة الأجل من سميته الكيميائية مثيرة للقلق، ولكن مجرد الاقتراب من هذه الذخيرة لن يكون ضارًا بالصحة.
ورسميًا ذخائر اليورانيوم المستنفد ليست أسلحة نووية أو كيميائية، ولا يحظر استخدامها أو تصنيعها بأي شكل من الأشكال في الاتفاقيات الدولية، ووفقًا لموقع الأمم المتحدة فإن نتائج الدراسات التي شاركت فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى أن التهديد الإشعاعي للسكان والبيئة الناتج عن التلوث المحلي للمنطقة بجزيئات صغيرة من اليورانيوم ليس كبيرًا، ولكن اكتشاف ذخائر كاملة تحتوي على اليورانيوم المضنب، تزداد خطورة التعرض للإشعاع لمن يتصل بمثل هذه الذخائر بشكل مباشر.
أما تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الصادر في عام 2022، قال إنه قلق بشأن احتمال استخدام اليورانيوم المستنفد في أوكرانيا، محذرًا من أنه يمكن أن يتسبب في "تهيج الجلد والفشل الكلوي وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان".
وجاء في التقرير أن "السمية الكيميائية لليورانيوم المستنفد تعتبر قضية أكثر أهمية من التأثيرات المحتملة لنشاطه الإشعاعي"