سارع حلف الناتو العسكري لتأكيد غياب أي مؤشرات لهجوم روسي مُتعمد على إحدى دوله الأعضاء، بعد تراجع رومانيا عن نفي التزمت به ليومين، بشأن سقوط أجزاء طائرات مسيّرة روسية على أراضيها، بينما كانت تشن هجومًا على ميناء أوديسا جنوب أوكرانيا.
وروّجت أوكرانيا للحادث، الذي وقع الإثنين الماضي، باعتباره تأكيدا لإرهاب تُشكله روسيا عليها والدول المجاورة بما في ذلك دول حلف الناتو.
لا مؤشر لهجوم مُتعمد
وقال ينس ستولتنبرج، الأمين العام للناتو، إن حلف شمال الأطلسي لم ير حتى الآن أي مؤشر على هجوم روسي مُتعمد على رومانيا، إحدى دول التكتل.
وأكد ستولتنبرج للمشرعين في البرلمان الأوروبي، اليوم الخميس، "ليس لدينا أي معلومات تشير إلى أي هجوم متعمد من قبل روسيا وننتظر نتيجة التحقيق الجاري"، وفق ما أوردت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
قتال قرب الحدود
وأضاف ستولتنبرج: "ما رأيناه بالطبع هو الكثير من القتال والهجمات الجوية بالقرب من حدود الناتو"، مؤكدًا أن الحلف "زاد من يقظته ويراقب الوضع عن كثب".
لا تشكل تهديدًا
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن طائرات "انتحارية" روسية دون طيار انفجرت على الأراضي الرومانية، خلال الضربة التي شنتها موسكو على أوديسا، الإثنين الماضي، وألحقت أضرارًا بمرافق تخزين الحبوب والبنية التحتية للميناء.
وفي بادئ الأمر نفت رومانيا بشكل قاطع مزاعم كييف. وقالت وزارة الدفاع الرومانية في بيان لها: إنها تنفي بشدة المعلومات المتداولة في الفضاء العام فيما يتعلق بما يُسمى الوضع الذي حدث خلال ليلة 3-4 سبتمبر، عندما سقطت طائرات روسية دون طيار على الأراضي الوطنية الرومانية". وفق ما أوردته صحيفة "رومان أنسايدر" الرومانية.
وأضاف البيان أن "الوسائل الهجومية التي استخدمتها روسيا لم تشكل تهديدًا عسكريًا مباشرًا للأراضي الوطنية أو المياه الإقليمية لرومانيا". كما أدانت الهجوم الروسي "بأشد العبارات الممكنة"، ووصفته بأنه "غير مبرر ويتناقض بشدة مع قواعد القانون الإنساني الدولي".
وأكدت رومانيا أنها اتخذت "إجراءات لضمان يقظة أكبر" في البر والبحر وفي المجال الجوي للبلاد، كما شددت الإجراءات الأمنية على الجانب الشرقي، وفقًا للخطط الوطنية وخطط الحلفاء، وفق بيان الدفاع الرومانية.
وأمس الأربعاء، أعلن أنخيل تيلفار، وزير الدفاع الروماني، أن الحطام الذي عُثر عليه على الأراضي الرومانية ربما يكون من طائرة روسية دون طيار استهدفت ميناء أوكرانيًا على الضفة المقابلة لنهر الدانوب.
تهديد لأمن الناتو
وعدّت كييف، التي لم تعلق على النفي الروماني لرواياتها، أن الضربات الروسية التي طالت حدود الدولة الجارة العضوة في حلف الناتو، إرهاب روسي يهدد أمن أوكرانيا والدول المجاورة بما في ذلك الأعضاء بالحلف.
وكتب المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، حينها تعليقًا على الحادث، تزامن مع النفي الروماني، في منشور عبر حسابه على "فيسبوك" أن الحادث "تأكيد آخر أن الإرهاب الصاروخي الروسي يشكل تهديدًا كبيرًا ليس فقط لأمن أوكرانيا، لكن أيضًا لأمن الدول المجاورة، بما في ذلك الدول الأعضاء في الناتو"، وفق ما نقلته صحيفة "يوكرينفورم" المحلية.
وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، تعرضت موانئ الدانوب الأوكرانية لقصف روسي مكثف، إذ استهدفت موسكو منذ انسحابها رسميًا من صفقة حبوب البحر الأسود، يوليو الماضي، مرافق تخزين الحبوب والبنية التحتية في أوكرانيا.