الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سر الانزعاج الأمريكي من التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية

  • مشاركة :
post-title
لقاء سابق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أبدى مسؤولو الإدارة الأمريكية انزعاجهم البالغ إزاء التعاون العسكري المتزايد بين روسيا وكوريا الشمالية، وفق تقرير لشبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

وانعكس الانزعاج البالغ في التحذير شديد اللهجة، الذي جاء على لسان جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، قائلًا: "إن بيونج يانج ستدفع الثمن إذا أبرمت صفقة أسلحة مع موسكو".

وقال "سوليفان" للصحفيين في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، إن مفاوضات الأسلحة بين روسيا وكوريا الشمالية تمضي على قدم وساق، وحذر الزعيم كيم جونج أون من أن بلاده ستدفع ثمن تزويد روسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا.

وأضاف أن توفير الأسلحة لروسيا لن يكون له مردود طيب على كوريا الشمالية وسيدفعون ثمن ذلك في المجتمع الدولي"، حسبما ذكرت "رويترز".

ولم يوضح سوليفان التداعيات المحتملة على كوريا الشمالية، التي تخضع بالفعل لعقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة المفروضة على برنامج بيونج يانج لأسلحة الدمار الشامل.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن المناقشات بين كوريا الشمالية وروسيا "دليل على أن العقوبات الاقتصادية ضد روسيا نجحت في تقليص القاعدة الصناعية الدفاعية لها".

وأضاف "سنواصل دعوة كوريا الشمالية إلى الالتزام بالتزاماتها العلنية بعدم تزويد روسيا بالأسلحة، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى قتل الأوكرانيين".

وتابع: "لقد واصلنا نقل وجهة نظرنا سرًا وعلنًا إلى الكوريين الشماليين - وطلبنا من الحلفاء والشركاء أن يفعلوا الشيء نفسه - بضرورة الالتزام بالتزاماتهم المعلنة بأنهم لن يقدموا هذه الأسلحة".

ماذا تحصد كوريا الشمالية من روسيا؟

وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها بالقلق أيضًا بشأن التكنولوجيا التي تسعى كوريا الشمالية للحصول عليها من روسيا مقابل الأسلحة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

ونقلت "سي. إن. إن" عن المسؤولين، إن كوريا الشمالية تسعى للحصول على تكنولوجيا يمكنها تطوير قدراتها في مجال الأقمار الصناعية والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، الأمر الذي يمكن أن يعزز بشكل كبير قدرات بيونج يانج في المناطق التي لم يطورها النظام الكوري الشمالي بالكامل.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن الولايات المتحدة وحلفاءها يشعرون بالقلق بشأن التكنولوجيا التي تسعى كوريا الشمالية للحصول عليها من روسيا مقابل الأسلحة، مع تقدم المناقشات بين البلدين بشأن صفقة جديدة محتملة.

وكانت الإدارة الأمريكية ذكرت، أول أمس الإثنين، أنه من المتوقع أن يبحث الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الزيارة المرتقبة إلى روسيا، تزويد موسكو بالأسلحة.

وأول أمس الإثنين، قال مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن مفاوضات الأسلحة بين روسيا وكوريا الشمالية تتقدم بنشاط، بعد زيارة سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي، بيونج يانج، يوليو الماضي، في محاولة لإقناعها ببيع ذخيرة مدفعية.

وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم المجلس، إن الزعيم الكوري الشمالي يتوقع استمرار المناقشات، بما في ذلك "المشاركة الدبلوماسية على مستوى القادة في روسيا"، لكنها لم تذكر متى أو أين يمكن عقد اجتماع محتمل بين كيم والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في روسيا؟.

وأثارت اختبارات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي أجرتها كوريا الشمالية في الأشهر الأخيرة، قلق الولايات المتحدة وحلفائها في كوريا الجنوبية واليابان، إذ تُزيد بيونج يانج من جهودها لتطوير أسلحة قادرة على ضرب المدن الأمريكية الكبرى.

وفي الشهر الماضي فقط، فشلت المحاولة الثانية لكوريا الشمالية لإطلاق قمر صناعي للتجسس في مداره، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء المركزية الكورية.

هجوم بصواريخ نووية

وقبل أيام، أجرت كوريا الشمالية محاكاة لهجوم بصواريخ نووية تكتيكية قصيرة وطويلة المدى، ردًا على المناورات المشتركة الأخيرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

ولا تمتلك كوريا الشمالية حاليًا أي غواصات تعمل بالطاقة النووية، وفقًا لتقييم غواصاتها من "مبادرة التهديد النووي"، وهي مؤسسة فكرية تُركز على الحد من التهديدات النووية.

وقال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن المفاوضات بين روسيا وكوريا الشمالية تتقدم بنشاط، مضيفًا "من الملحوظ أن روسيا اضطرت إلى البحث بشكل يائس في جميع أنحاء العالم عن أسلحة يمكن استخدامها في الحرب بأوكرانيا بسبب العقوبات الأمريكية".

وكذلك حث بات رايدر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، كوريا الشمالية على الامتناع عن بيع الذخيرة والأسلحة لروسيا "الأمر الذي من شأنه أن يطيل أمد هذا الصراع في أوكرانيا دون داع".

وفى وقت سابق، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن كوريا الشمالية سلمت صواريخ مشاة وقذائف إلى روسيا لتستخدمها قوات فاجنر، أواخر العام الماضي، ومن شأن الاتفاق المحتمل الذي تتم مناقشته أن يزود القوات الروسية بالعديد من الأسلحة.

وأضاف "كيربي" أن أي صفقات جديدة محتملة يمكن أن تشمل أنواعًا متعددة من الذخائر والمواد الخام من كوريا الشمالية.

تجاهل روسي للتقارير الأمريكية

ووفق "سي. إن. إن"، تجنب الكرملين الأسئلة حول التقارير الأمريكية عن أن روسيا وكوريا الشمالية تتقدمان بنشاط، في المفاوضات حول صفقة الأسلحة.

وردًا على سؤال حول تلك التقارير، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر عبر الهاتف مع وسائل الإعلام، الخميس الماضي، إن روسيا وكوريا الشمالية تحافظان على علاقات قائمة على الاحترام المتبادل، وهناك اتصالات بين موسكو وبيونج يانج على مستويات مختلفة، وهي جارة مهمة لنا.