تشهد أوروبا حالة غير مسبوقة من تزايد طلبات اللجوء إليها خلال العام الجاري، التي يتوقع أن تصل إلى مليون طلب بنهاية 2023، وهو ما يعكس التدفق الكبير من اللاجئين على القارة العجوز، من مختلف البلدان التي تشهد أزمات سياسية واقتصادية.
وجاءت معظم طلبات اللجوء في النصف الأول من عام 2023 من لاجئي سوريا، وأفغانستان، وفنزويلا وتركيا، وكولومبيا. شكلوا في المجمل نحو 44% من المتقدمين.
ويتوقع الاتحاد الأوروبي تقديم مليون طلب لجوء بحلول نهاية العام، كان هناك نحو 519 ألف طلب لجوء في النصف الأول من العام، وهذه هي أعلى الأرقام نصف السنوية منذ عامي 2015 و2016.
واحتسبت هذه الأرقام، بدون المواطنين الأوكرانيين، بعد أن فر 4 ملايين أوكراني من الحرب الروسية، وهم لا يعدون بين طالبي لجوء، ويتمتعون بوضع حماية خاص داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي الاتحاد الأوروبي والنرويج وسويسرا، تم تسجيل نحو 519 ألف طلب لجوء في الأشهر الستة الأولى من العام، بزيادة 28% عما كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي.
وتظهر الأرقام التي نشرتها وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي أن نحو 30% من طلبات اللجوء الأوروبية قدمت في ألمانيا وحدها، وهو ما يعادل أكثر من ضعف عدد الطلبات الواردة في فرنسا وإسبانيا.
وفي 2016 ونتيجة للحرب الأهلية في سوريا، تم تلقي نحو 1.3 مليون طلب لجوء في 29 دولة في عام 2015 ونحو 1.2 مليون في عام 2015.
وقالت وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي، إن العديد من الدول الأوروبية تتعرض حاليًا لضغوط عندما يتعلق الأمر بمعالجة طلبات اللجوء، وارتفع عدد طلبات اللجوء التي لم يُبت فيها بعد بنسبة 34% مقارنة بعام 2022، ومن بين الطلبات التي تمت معالجتها، تمت الموافقة على نحو 41%.
توصّلت دول الاتحاد الأوروبي الخميس الثامن من يونيو 2023 لاتفاق حول مراجعة لأنظمة التكتل المتعلّقة باستقبال مشترك أكثر إنصافا لطالبي اللجوء والمهاجرين، وفق ما أعلنت الرئاسة السويدية للتكتل، بعد أن اتفق وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي لاتفاق حول نصّين رئيسيين ضمن إصلاح نظام الهجرة.
ويهدف الإصلاح إلى تسريع البت في طلبات لجوء عدد من المهاجرين الموجودين عند الحدود، ويفتح الاتفاق الذي تم التوصل إليه الخميس المجال أمام مفاوضات في البرلمان الأوروبي بغية تبني الإصلاح قبل الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو 2024.