الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التدريبات النووية لكوريا الشمالية.. رسالة تحذيرية وخطط بعيدة المدى

  • مشاركة :
post-title
صاروخ كوريا الشمالية

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

ضاعفت كوريا الشمالية أخيرًا التوترات القائمة في شبه الجزيرة الكورية بعدد من الخطوات العسكرية، فسرتها بيونج يانج بأنها رسالة واضحة لواشنطن وسول اللتين أجرتا في وقت سابق مناورات عسكرية مشتركة استمرت 11 يومًا، بعنوان "درع الحرية أولتشي"، بحسب إذاعة "دويتش فيله" الألمانية.

تدريبات عسكرية تحاكي ضربة نووية

الأسبوع الماضي، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن كيم جونج أون، الزعيم الكوري الشمالي أشرف على تدريبات عسكرية تحاكي ضربة نووية متبعة سياسة "الأرض المحروقة" ضد الجنوب، أعقبها غزو عبر المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة، ثم احتلال المنافس الأيديولوجي لكوريا الشمالية.

وقالت كوريا الشمالية إنها تصرفت بينما كانت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تخططان لهجوم نووي وقائي على الشمال، مضيفة أن "الجيش الشعبي الكوري شن ضربة نووية تكتيكية تحاكي ضربات الأرض المحروقة على مراكز القيادة الرئيسية والمطارات العملياتية".

وتضمنت التدريبات إطلاق صاروخين باليستيين تكتيكيين من منصات إطلاق متحركة بالقرب من بيونج يانج.

رسالة واضحة لواشنطن وسول

وأنهت الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية أخيرًا مناورات عسكرية مشتركة استمرت 11 يومًا تحت اسم "درع الحرية أولتشي"، شملت قاذفات استراتيجية أمريكية من طراز "بي-1بي" ذات قدرة نووية تحلق بمرافقة مقاتلة فوق شبه الجزيرة الكورية.

وأصرت كوريا الشمالية على أن الطلعات الجوية تظهر أن الولايات المتحدة تتجه نحو توجيه ضربة نووية وقائية مخطط لها مسبقًا ضد الشمال.

وفي 14 أبريل 2023، أجرت القوتان الجوية الكورية الجنوبية والأمريكية تدريبات جوية، شملت قاذفتين استراتيجيتين من طراز B-52H ومقاتلات من طراز F-35A من الولايات المتحدة، ومقاتلات من طراز F-16 من كوريا الجنوبية، فوق شبه الجزيرة الكورية في 14 أبريل 2023.

والسبت الماضي، أفادت وسائل الإعلام المحلية، بأن بيونج يانج أعقبت تلك التدريبات بمحاكاة هجوم نووي تكتيكي من خلال إطلاق صاروخين كروز يحملان رؤوسًا نووية وهمية.

ويرجح المحللون أن كوريا الشمالية خطت خطوات كبيرة في تطوير الأسلحة النووية وأنظمة الصواريخ بعيدة المدى، لكن فرصتها ضئيلة في غزو النصف الجنوبي من شبه الجزيرة بنجاح، رغم كفاءة الجيش الذي يبلغ قوامه 1.3 مليون جندي.

قدرة بيونج يانج الهجومية

ونقلت الإذاعة الألمانية، عن لانس جاتلينج، محلل الأمن والفضاء: "في الماضي، استثمر الكوريون الشماليون بكثافة في المدفعية وبناء إمداداتهم من الذخيرة، لكن كل ذلك تقريبًا يعود إلى الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي".

"لذلك، على الرغم من أن لديهم كمية هائلة من هذه الأسلحة والمدفعية الصاروخية، لكنها ليست دقيقة للغاية على المدى الطويل، كما أن قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المنتشرة في الدول المتقدمة لها تأثير هائل على أي قدرة هجومية تمتلكها بيونج يانج".

وبحسبه، فإن الأقمار الصناعية التي تدور على ارتفاع 500 كيلومتر فوق الأرض، ولديها القدرة على توفير المعلومات الاستخبارية على مدار 24 ساعة في اليوم وفي جميع الظروف الجوية، تعني أن أي هجوم وشيك من جانب كوريا الشمالية سيكون مرئيًا مسبقًا.

ولفت "جاتلينج" إلى مشكلة أخرى يواجهها الشمال، وهي أنه ليس لديه سوى ثلاثة طرق برية محتملة للهجوم ضد الجنوب، وذلك بسبب جغرافية شبه الجزيرة، وبالتالي فإن توجيه أي هجوم سيكون بمثابة ضربة قاتلة لوحدات المشاة الشمالية التي تمتلك معدات قديمة، مقارنة بوحدات المشاة الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.

الرئيس الكوري الشمالي ورجاله
نقص الوقود وقطع الغيار

بدوره، يعتقد جارين مولوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دايتو بونكا في اليابان والخبير في القضايا العسكرية، أن الطيارين المقاتلين في دول الناتو يمكنهم الصمود حتى 200 ساعة طيران عملياتية كل عام على متن الطائرات الأكثر تقدمًا في ترساناتهم، لكن التقديرات تشير إلى أن الطيارين الكوريين الشماليين لا يستطيعون البقاء في السماء لأكثر من 20 ساعة في السنة بسبب نقص الوقود ونقص قطع غيار طائراتهم، على حد زعمه.

وهناك علامات استفهام إضافية حول قدرات كوريا الشمالية في مجالات أخرى، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والبكتريولوجية، التي يطلق عليها غالبًا "الأسلحة النووية للرجل الفقير".

وعن ذلك، أضاف"مولوي": "نعلم أنهم يمتلكونها، وعلى الرغم من أنه لا توجد دولة أخرى في العالم قد تستخدمها، لا يمكننا أن نستبعد تمامًا إمكانية استخدام بيونج يانج لهذه الأسلحة، فذلك يعتمد على مدى شعورها بالتهديد".

ولا تتورع كوريا الشمالية عن الترويج لقدراتها النووية، إذ أصدر المعهد الكوري للتحليل الدفاعي ومقره سول تقريرًا في يناير الماضي، يقدر أن علماء بيونج يانج أنتجوا أكثر من 2.2 طن من اليورانيوم عالي التخصيب المستخدم في صنع الأسلحة وما يصل إلى 78 كيلو جرامًا من البلوتونيوم.

وفي غضون ذلك، ستكون هذه الكمية من المواد الانشطارية كافية لصنع ما يصل إلى 90 رأسًا حربيًا، وإذا استمر التطوير بالوتيرة نفسها، يعتقد المعهد أن كوريا الشمالية يمكن أن تمتلك 166 سلاحًا نوويًا بحلول عام 2030.

مصلحة متبادلة

وهذا هو الكارت التي تلعب به بيونج يانج الآن، في الوقت الذي أدت فيه الأحداث الجيوسياسية في أجزاء من العالم إلى تحالفات المصلحة المتبادلة مع كل من روسيا والصين.

من جانبه، قال ليم إيون جونج، أستاذ مشارك في الدراسات الدولية بجامعة كونغجو الوطنية في كوريا الجنوبية: "إن التحالف الوثيق بين الجنوب والولايات المتحدة واليابان حفّز بيونج يانج على إقامة علاقات أوثق مع بكين وموسكو".

وفي وقت سابق، زعمت الحكومة الأمريكية أن كوريا الشمالية تخطط لتزويد موسكو بقذائف مدفعية، إذ تعاني من نقص الذخائر مع استمرارها في الحرب في أوكرانيا، وذلك في مقابل النفط الروسي والمواد الغذائية، التي تنتجهما موسكو، التي تسعى كوريا الشمالية بشدة للحصول عليها.

الرئيس الكوري الشمالي ونظيره الروسي