لا تكاد فلسطين تهدأ، حتى تشتعل من جديد، نتيجة سياسة إسرائيل في مصادرة الأراضي، وهدم المنازل، وتهجير العائلات، لكن حتى الآن، ما زال محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، الذي احتفل بذكرى مولده السابع والثمانين قبل أيام، يسيطر على الوضع الأمني في المناطق التابعة للسلطة، الذي ربما ينفجر في وجه حكومة نتنياهو القادمة، حال تقاعده بسبب التقدم في السن.
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الوضع الأمني الذي سيتعين على حكومة نتنياهو التعامل معه، بعد يوم من ترك عباس السلطة سيكون أكثر صعوبة، مشيرة إلى أن الرئيس الفلسطيني يقف الآن على مشارف التسعين من عمره، وبالتالي لن يقوى على مواصلة العمل في السلطة بعد سنوات عدة، وهو ما تخشى إسرائيل حدوثه، خصوصًا أن حكومة إسرائيل المقبلة تسيطر عليها رموز متطرفة من شأنها تسريع وتيرة الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
سيناريو صعب
وأشارت الصحيفة إلى أن تصاعد التوتر خلال الأشهر الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة، وارتفاع أعداد المسلحين الفلسطينيين في مُدن القدس والضفة، ما هو إلا مقدمة لما ستشهده تل أبيب بعد أيام من تقاعد الرئيس الفلسطيني، لافتة إلى أن غياب عباس ربما يدفع الاحتلال إلى اقتحام المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين مرة أخرى للسيطرة على الانتفاضة الشعبية التي ستندلع للمرة الثالثة.
وفي السياق ذاته، حذّر آفي إسكاروف، المحلل السياسي الإسرائيلي، من اندلاع انتفاضة ثالثة في غياب السلطة الفلسطينية، قائلًا: "حال حدوث انتفاضة ثالثة دون وجود حكومة فلسطينية، ستضطر إسرائيل إلى إدارة شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء لسكان الضفة الغربية، وهو سيناريو لا يتمناه نتنياهو وحكومته في الفترة المقبلة"، مضيفًا أن قطاع غزة لن يقف مكتوف الأيدي في أثناء هذا العرض.
ويرى إسكاروف أنه رغم كِبر سن أبو مازن، رئيس فلسطين، فإنه نجح في السيطرة على الفوضى التي اندلعت في الضفة الغربية مؤخرًا.
تدهور الوضع الأمني في الضفة
وقبل أيام، أعرب رونين بار، رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، عن قلقه من تصاعد الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة، محذرًا من انهيار وشيك للسلطة الفلسطينية يتبعه مزيدًا من التدهور في الوضع الأمني في الضفة، وذلك خلال لقائه بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل المُكلف.
وتشهد إسرائيل والضفة الغربية توترات شديدة منذ أسابيع عدة، لا سيما في منطقة نابلس التي يتمركز فيها تنظيم "عرين الأسود" الذي يضم مئات المسلحين الفلسطينيين، الذي لاقى استجابة واسعة من الشارع الفلسطيني، وسط تزايد الاعتداءات من المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال.