أجرى هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي، زيارات عدة منذ توليه المنصب بعد الانتخابات العامة، مايو الماضي، بدأها بالعراق ثم أوكرانيا وروسيا، واليوم سيزور إيران.
أعلنت وزارة الخارجية التركية، أمس السبت، أن هاكان فيدان، سيزور إيران تلبية لدعوة نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إذ يجري فيدان اتصالات رفيعة المستوى في طهران خلال الزيارة.
وجاء في بيان وزارة الخارجية: "سيزور وزيرنا إيران في 3 سبتمبر 2023، تلبية لدعوة حسين أمير عبداللهيان، وزير الخارجية الإيراني، وسيجري وزيرنا اتصالات رفيعة المستوى في طهران".
وتعد زيارة فيدان إلى طهران الأولى من نوعها منذ تسلمه مهام منصب كوزير الخارجية في بلاده، وتأتي الزيارة بعد يومين من تلك التي أجراها إلى موسكو ولقاء نظيره الروسي سيرجی لافروف.
أهداف الزيارة
وذكر البيان أنه في نطاق الزيارة، سيتم مناقشة فرص تعزيز التعاون بين البلدين في كل المجالات وتبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.
كذلك، أفادت وكالة "فارس" الإيرانية، مساء أمس السبت، بأن "فيدان" سيصل طهران، اليوم الأحد، بهدف إجراء محادثات مع المسؤولين في إيران بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأوضحت الوكالة الإيرانية أن تلك الزيارة المهمة تأتي لمناقشة المزيد من التعاون الثنائي في مختلف المجالات، فضلًا عن بحث التطورات الإقليمية والدولية.
فيما قالت الخارجية الإيرانية، يوليو الماضي، في بيان لها: "أجرى عبداللهيان اتصالًا هاتفيًا مع فيدان، ودعا نظيره التركي لزيارة طهران، مؤكدًا استعداد إيران لعقد لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين في طهران".
العلاقات التركية الإيرانية
تشهد العلاقات التركية الإيرانية في الفترة الحالية تعاونًا اقتصاديًا وتتوسط تركيا في أزمة الملف النووي الإيرانى بين طهران والغرب، كذلك تشهد مناطق العراق الحدودية توجيه ضربات من تركيا، التي تصرّح بأن هجماتها بغرض مكافحة حزب العمال الكردستاني، ومن إيران التي تستهدف القوات الأمريكية، وبينما تعد السوق الإيرانية أحد المراكز المهمة للصادرات التركية، فإن تركيا تستثمر أيضًا في قطاع النفط الإيراني والنفط.
قمة ثلاثية
وفي يوليو العام الماضي، عُقدت قمة إيرانية تركية روسية في العاصمة الإيرانية طهران، بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والروسي فلاديمير بوتن والتركي رجب طيب أردوغان.
وأكد البيان الختامي للقمة الثلاثية تناول مناقشة الوضع في سوريا، وأعربت طهران آنذالك عن رفضها العملية العسكرية التركية لما ستلحقه من ضرر على أطراف مختلفة في المنطقة، وفق بيان نشر على موقعه الإلكتروني.
وقال الرئيس الروسي بوتين، إن المحادثات الثلاثية كانت مفيدة جدًا، مضيفًا "ناقشنا النقاط الأساسية لتعاوننا المتعلّق بسوريا"، داعيًا نظيريه الإيراني والتركي لزيارة روسيا.
مكافحة الهجرة غير الشرعية
يدخل المهاجرون عادة من إيران إلى تركيا، لا سيما محافظة فان الحدودية. وفي أعقاب استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان عام 2021، بدأت السلطات التركية في تسريع وتيرة بناء الجدار على الحدود مع إيران، لمنع تدفق اللاجئين الأفغان.
ويهدف الجدار إلى مكافحة تدفقات الهجرة غير الشرعية من إيران، إذ ازدادت المخاوف من تدفق جديد محتمل للاجئين أفغان فارين من العنف في بلادهم، الذي جاء بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية.