الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أزمة ديموغرافية في الصين.. هل تقنع المكافآت المالية الشباب بالزواج والإنجاب؟

  • مشاركة :
post-title
طفلة صينية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تشهد منطقة شرق آسيا أزمة ديموغرافية كبيرة نتيجة لانخفاض معدلات الإنجاب وزيادة متوسط العمر وارتفاع نسبة كبار السن، وتواجه الصين، باعتبارها ثاني أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني - بعد تخطي الهند لها مؤخرًا-، بعد عقود من تطبيق سياسة الطفل الواحد، التي أثرت على ملايين الأسر والأفراد، انخفاضًا حادًا في معدلات الخصوبة وزيادة في نسبة كبار السن.

لذلك تحاول الصين تشجيع الشباب على الزواج في سن مبكر عن طريق منحهم مكافآت مالية، وإعانات أمومة لتحفيزهم على الإنجاب.

تسهيل إعانات الأمومة

أعلنت مدينة تشونجتشينج، التي تقع جنوب غرب الصين، إعفاء السكان المؤمن عليهم من تقديم شهادات زواج للحصول على إعانات أمومة من الدولة، وهي أحدث خطوة لتشجيع النساء علي إنجاب الأطفال، في ظل الأزمة الديموغرافية التي تواجهها الصين، حسبما ذكر الحساب الرسمي للمدينة عبر منصة "وي شات".

ويأتي ذلك الإجراء في الوقت الذي تكافح فيه الصين لزيادة معدلات المواليد، بعد انخفاضه لأول مرة منذ 6 عقود.

ولم يقتصر هذا الإجراء فقط على مدينة تشونجتشينج، بل قررت مقاطعات قويتشو وشنشي وهونان وجيانجسو إلغاء جميع القيود المفروضة على زواج النساء من أجل الحصول على إعانات أمومة.

مكافآت مالية للزواج في سن مبكر

قررت مقاطعة تشجيانج، التي تقع شرق الصين، تقديم مكافآت مالية للشباب بقيمة 1000 يوان صيني، أي ما يعادل 138 دولارًا، من أجل تحفيزهم على الزواج، بحسب وكالة "شينخوا" الصينية.

وبالنسبة لإعانات الأمومة، ستحصل الأم على إعانة سنوية قدرها 5000 يوان عند ولادة طفلين، وإعانة سنوية تصل إلى 10 آلاف يوان عند ولادة 3 أطفال.

أما دعم رعاية الأطفال، فمن المقرر أن تحصل الأسر التي لديها طفل واحد على دعم سنوي يقدر بـ500 يوان، وستحصل الأسر التي لديها طفلان على دعم سنوي قدره 1000 يوان، بينما ستحصل الأسر التي لديها 3 أطفال على دعم سنوي قدره 2000 يوان.

بالإضافة إلى الحصول على مزايا مختلفة مثل الإعانات الطبية، وخدمات ما بعد المدرسة المجانية، وإعانات النقل العام.

انخفاض غير مسبوق

بعد أن أقرت الصين سياسة الطفل الواحد في عام 1979 لإبطاء النمو السكاني والحد من المشاكل الاقتصادية والبيئية التي تواجهها البلاد في ذلك الوقت، ساعدت هذه السياسة في تفادي ارتفاع عدد السكان بما يقدر بنحو 400 مليون شخص، لكنها أدت أيضًا إلى انخفاض كبير في معدلات الخصوبة، وزيادة بنسبة كبار السن، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

ولكن بعد انخفاض معدلات المواليد لأول مرة في تاريخ الصين منذ 6 عقود، قررت بكين إلغاء سياسة الطفل الواحد في عام 2016 وسمحت للأزواج بإنجاب طفلين، ثم ثلاثة أطفال في عام 2021، لكن هذه التغييرات لم تكف لعكس التراجع الديموغرافي.

وأظهرت بيانات رسمية أن عدد سكان الصين انخفض للمرة الأولى منذ 60 عاما في عام 2022، حيث بلغ 1.4118 مليار نسمة، في انخفاض بمقدار 850 ألف نسمة عن عام 2021.

وفي عام 2022، انخفضت تسجيلات حفلات الزفاف في الصين إلى 6.83 مليون، وهو ما يمثل الانخفاض السنوي التاسع على التوالي، وأدنى مستوى منذ أواخر السبعينات، نتيجة لعزوف الشباب عن الزواج.

وهناك توقعات بانخفاض الولادات في الصين إلى أقل من 8 ملايين هذا العام.