بعد أن تقدم بن والاس، وزير الدفاع البريطاني، باستقالته من منصبه، اليوم الخميس، قبل تعديل وزاري مُرتقب من ريشي سوناك، رئيس الوزراء، ووقع الاختيار على جرانت شابس خلفًا له، رغم أنه لم يخدم في الجيش، ما فتح الباب للتكهن حول سر اختياره لهذا المنصب، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
ومن المرجح أن يكون "شابس" - 54 عامًا - الوجه الجديد للمساعدات البريطانية لأوكرانيا، إلا أن اختيار وزير الطاقة السابق لمنصب وزارة الدفاع، كان سبباً في الاستياء داخل صفوف حزب المحافظين.
وبعد تعيينه، أعلن "شابس" أن الدعم البريطاني لأوكرانيا سيستمر بلا هوادة، وفي الأسبوع الماضي، سافر إلى البلاد كوزير للطاقة لتأكيد مساعدة الحكومة البريطانية في تزويد محطات الطاقة النووية باليورانيوم المخصب.
وخالف "سوناك" توقعات الخبراء بأن اختيار وزير الدفاع الجيد لن يخرج عن ثلاثة هم: "وكيل وزارة الأمن توم ستيمهات، وكيلا وزارة الدفاع جيمس هيبي، وجوني ميرسر".
وتولى "شابس" خمسة مناصب وزارية تحت قيادة ثلاثة رؤساء وزراء، من بينها وزير النقل، والشؤون الداخلية، والأعمال والطاقة ثم أصبح وزير الدفاع حاليًا، وكان عضوًا في مجلس العموم منذ عام 2005، وشغل منصب وزير النقل حتى أوائل سبتمبر 2022، ووزير الداخلية لمدة ستة أيام في أكتوبر 2022، ثم وزير التجارة والطاقة حتى فبراير 2023.
ولم يلق قرار تعيين جرانت شابس لمنصب وزير الدفاع، ترحيبًا بين المحافظين، واصفين القرار بأنه أمر مخيب للآمال للغاية لخلافة "بن والاس"، الذي تولى المنصب، عام 2019، في عهد رئيس الوزراء بوريس جونسون، واحتفظ بالمنصب على الرغم من الفوضى السياسية مع الحكومات المتغيرة بسرعة في عهد ليز تروس، وحكومة سوناك الحالية.
وكان والاس، الذي تم التصويت عليه مرارًا وتكرارًا كزعيم المحافظين الأكثر شعبية في استطلاعات الرأي من قبل قاعدة الحزب، يعتبر أيضًا مرشحًا لمنصب رئيس الحكومة، إلا أنه تراجع عن ذلك لظروف عائلية، وبدلًا من ذلك، أعرب الرجل البالغ من العمر 53 عامًا بوضوح عن طموحاته لمنصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي.
وقبل أشهر قليلة من بدء الحرب الروسية الأوكرانية، أعلنت الحكومة البريطانية عن خطط لتخفيض كبير في الوظائف بالقوات المسلحة والتركيز على الأسلحة الحديثة مثل الطائرات المقاتلة دون طيار، حذر المراقبون من أن الجيش لن يتمكن من الصمود إلا لبضعة أسابيع في حرب مدفعية مثل تلك التي شهدتها أوكرانيا.
وقبل أيام قليلة زار شابس كييف، كوزيرًا للطاقة، للقاء كبار وزراء الحكومة وشخصيات بارزة في صناعة الطاقة لمناقشة تعافي أوكرانيا ودعم المملكة المتحدة المستمر منذ بدء الحرب الروسية .
وجاءت الزيارة في وقت أعلنت فيه المملكة المتحدة عزمها تقديم 192 مليون جنيه إسترليني (نحو 245 مليون دولار) لأوكرانيا لشراء الوقود النووي لمحطاتها الذرية، وبمجرد تقديم هذا الدعم، سيصل إجمالي المساعدات غير العسكرية التي تقدمها المملكة المتحدة لأوكرانيا إلى ما يقرب من 5 مليارات جنيه إسترليني.