الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"العباءة الإسلامية" تشعل الجدل داخل اليسار الفرنسي

  • مشاركة :
post-title
صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أثار قرار وزير التربية الفرنسي بمنع ارتداء العباءة الإسلامية في المؤسسات التعليمية، جدلًا حادًا وخلافات عميقة داخل الساحة السياسية الفرنسية، فبينما يُعارض بعض أحزاب اليسار هذا القرار باعتباره تمييزًا ضد الفتيات المسلمات، يؤيد آخرون إجراءً يستند إلى مبدأ العلمانية في التعليم العمومي. تزايدت الخلافات داخل اليسار الفرنسي وتباينت آراء الجمهور، مما ينذر بتقسيمات أخرى في المستقبل. وفي هذا السياق، تتصاعد التساؤلات حول توازن حماية العلمانية وضمان حرية التعبير الديني للأفراد.

انقسامات اليسار

أعلن وزير التربية والتعليم الوطني الفرنسي جابرييل أتال، يوم الأحد 27 أغسطس الجاري عن منع ارتداء العباءة الإسلامية في المؤسسات التعليمية الفرنسية منذ بداية العام الدراسي المقبل. وبحسب ما أشارت صحيفة "ليبراسون" الفرنسية، فقد أثار هذا القرار خلافات واسعة بين أحزاب اليسار الرئيسية في فرنسا، حيث عارض حزب فرنسا الأبية بقيادة جان لوك ميلونشون هذا القرار بشدة، معتبرًا أنه يمثل تمييزًا ضد الفتيات المسلمات.

بينما أيد كل من الحزب الاشتراكي الفرنسي والحزب الشيوعي الفرنسي قرار منع العباءة، مؤكدين أنه يستند إلى مبدأ العلمانية والحياد الديني في التعليم العمومي الفرنسي. وقد أثار هذا الخلاف جدلًا واسعًا، خصوصًا أنه جاء بعد شهور قليلة فقط من تشكيل تحالف "الاتحاد الشعبي الايكولوجي والاجتماعي" الذي كان من المفترض أن يجمع أهم أحزاب اليسار الفرنسية تحت لواء واحد.

دعم القرار

ووفقًا للصحيفة الفرنسية، تُشير مصادر مقربة من الحزب الاشتراكي الفرنسي إلى أن هذا الأخير رأى أن دعمه لقرار منع الحجاب في المدارس يمثل تمسكه بالمبادئ العلمانية التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية، بينما عارض حزب فرنسا الأبية هذا القرار باعتباره يمثل تطرفًا ضد المسلمين واستغلالًا سياسيًا لقضايا الهوية والدين من قبل الحكومة.

من جهة أخرى، لاقى قرار منع الحجاب دعمًا واسعًا من قبل تيارات ليبرالية وعلمانية داخل المجتمع المدني الفرنسي، حيث يرونه يتماشى مع المبادئ العلمانية للدولة.

إضعاف موقف اليسار

ويرى الكثير من المحللين السياسيين أن هذا الخلاف الحاد داخل تحالف اليسار قد يضعف موقفه الموحد أمام الحكومة والأحزاب اليمينية والليبرالية المؤيدة لسياسات الأخيرة، كما أنه قد يفتح الباب أمام انقسامات أخرى محتملة حول قضايا أخرى مثيرة للجدل مثل الهجرة والعلاقات مع الدول الإسلامية.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي في فرنسا مناقشات مكثفة ومواقف متباينة حول هذا القرار، ففي حين أيدت تغريدات كثيرة ضرورة فصل المؤسسات التعليمية عن الرموز الدينية، انتقدت تغريدات أخرى القرار باعتباره يمس بحرية الاعتقاد وقد يشكل عائقًا أمام التعليم لدى بعض الطالبات.

جراح اليسار

وبشكل عام يمكن القول إن قرار منع الحجاب بالمدارس الفرنسية، قد عزز جراح أحزاب وتيارات اليسار الفرنسي، ما قد يضعف موقفه السياسي الموحد، كما أثار جدلًا واسعًا داخل المجتمع الفرنسي وحول العالم، حول توازن ضرورة حماية العلمانية وحرية التعبير عن الهوية الدينية.