"أصواتنا" تجربة تستعرض تراثنا الغنائي في الوطن العربي
الغناء بالفصحى لعب دورًا كبيرًا في قربي من الجمهور المصري
وافقت على خوض تجربة التمثيل لأن العمل يشبهني
أخوض تجربة الدويتو قريبًا.. وهذه شروطي لتقديمها
بصوتها الدافئ الملائكي اخترقت المغنية السورية فايا يونان قلوب الجماهير في الوطن العربي، محققة لنفسها مكانة خاصة جعلتها تسجل خطوات سريعة في وقت قصير، بعد ما لجأت ابنة مدينة المالكية في سوريا إلى غناء القصائد متأثرة في ذلك بنشأتها في أسرة محبة للفن العربي الأصيل، إذ كانت تسمع رفقة والديها إلى سيدة الغناء العربي أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والفنان السوري الكبير صباح فخري، ووديع الصافي، وغيرهم من النجوم الذين شكّلوا وجدانها وتركوا أثرًا إيجابيًا، ليصبح ما استمعت إليه بذرة أنبتت حديقة زهور ملأت الوطن العربي بعطرها الفواح.
حضور دائم تسجله فايا يونان في المهرجانات المصرية، وبين المشاركة في مهرجان الموسيقى العربية المقام بدار الأوبرا المصرية، إلى مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء، تشهد حفلاتها حضورًا دائمًا لجمهور حريص على الاستماع إلى نوعية من الغناء باتت نادرة في الوقت الحالي وهو غناء القصائد، الذي أجادته المطربة السورية باقتدار، لتحلق مع جمهورها محققة حالة من الانسجام والمتعة الفنية، وهو ما شهدته الليلة الأولى في فعاليات الدورة 31 لمهرجان مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء التي أحيتها رفقة المطرب المصري مدحت صالح.
الانطباع الأول يدوم، هذا ما تحقق مع فايا يونان التي تشارك للمرة الأولى بالمهرجان، لكنها غادرت المسرح وبداخلها طاقة إيجابية لحفاوة الاستقبال من جانب الجمهور المصري، وتقول في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية": "هذه هي مشاركتي الأولى بمهرجان القلعة بشكل عام، والحقيقة أنني كنت متحمسة للحفل المقام بمكان سياحي قوي وجذاب، وشعرت أثناء الحفل بأنني محلقة مع الجمهور الذي تفاعل بشكل كبير مع أغنياتي، مع العلم بأنني كنت أسمع كثيرًا عن هذا المهرجان وفعالياته المهمة خلال السنوات الماضية، خاصة أنه مهرجان عريق، إضافة إلى أن الغناء في الأماكن الأثرية وفي الهواء الطلق بالصيف دائمًا ما يكون له نكهة خاصة، لذلك أعتبر لقائي بأحبائي في مصر صار سنويًا، وهناك شوق دائم بيننا، ولذلك أحرص عند عودتي تقديم أغنيات جديدة كما فعلت في الحفل بتقديم عدد من الأغنيات المصرية لأول مرة سواء من أعمالي الخاصة أو من أغنيات لنجوم الزمن الجميل".
تضيف: "أكثر ما أسعدني في الحفل هو حضور فئات من مختلف الأعمار جمعت بين الشباب والكبار، الرجال والنساء، والعائلات، فغنائي باللهجة الفصحى لعب دورًا كبيرًا في قربي من الجمهور المصري، لأنها مناسبة لكل الأعمار ويحبون الاستماع إليها، خصوصًا الجيل الأكبر الذي يكون لديه حنين للغناء بها، كما أن الجيل الجديد من الشباب لا يغني معظمه القصائد، وبالتالي هناك شوق لهذا النوع، وحتى يكون هناك تغيير، والدليل على ذلك أن الجمهور طالبني بغناء القصائد بالفصحى، بالإضافة إلى أنها قريبة من شخصيتي، فهناك حنين لها، كما أنني أحب قراءة الكتب والأشعار الفصحى، ورغم صعوبتها لكنها السهل الممتنع، فهي توحد كل البلاد العربية".
اللون الغنائي الجديد
تحرص فايا يونان في كل حفلاتها على تقديم ما هو جديد ويناسب الجمهور في الوقت نفسه، كما تعلم أن للجمهور المصري ذوقًا خاصًا في نوعية الأغنيات التي يفضّلها، وهو ما تأخذه في اعتبارها، وتقول: "أحرص في الحفلات بشكل عام أن يكون البرنامج الغنائي يليق بنوع جمهورها سواء كانت حفلات صيفية في الهواء الطلق التي يكون فيها حركة وبهجة أو في مسرح مغلق".
وأضافت "ضاحكة": "شخصيتي تجعلني أستمع إلى كل الألوان الغنائية لدرجة أن البعض يشعر كأنني أعاني من انفصام، والحقيقة أنني أفعل هذا لإيماني بأن التنوع أمر مطلوب حتى يستقر بذهني نوعية مختلفة من الأغنيات تجعلني أقدم هذا الاختلاف تلقائيًا".
الدويتو
يحلم كل مطرب عربي بخوض تجربة الدويتو الغنائي لتضيف إلى تجربته الفنية، وتحمل نكهة مختلفة وجديدة، لما تشكله التجربة من تلاقي مدرستين مختلفتين، وهو ما تتمنى المطربة السورية أن تحققه في مشوارها الفني خلال الفترة المقبلة، وتقول: "أدرس هذه الفكرة انطلاقًا من حبي للدويتو، لا سيما أنني أفضل فكرة الأغنيات التي تعتمد على الحوار، ويكون لها هدف وليس مجرد اثنين يتعاونان في أغنية واحدة، لكن لابد من أن تكون أغنية مكتوبة لاثنين، وقريبًا استعد لذلك".
"أصواتنا"
"أصواتنا" هو ثالث ألبوم غنائي لفايا يونان في مشوارها الفني، لذلك أصرت على تقديمه بشكل جديد ومختلف، وقالت عنه: "فكرة الألبوم كانت قائمة على لهجاتنا المختلفة في العالم العربي، حتى يكون هناك تنوع في القوالب الموسيقية والإيقاعات والمقامات، وعملت على ذلك بالتعاون مع مدير الفنون أسامة عبد الخالق الذي أشرف على رؤيته، وبحثنا كثيرًا حتى يظهر بهذا الشكل النهائي لكي نعرف إيقاعات كل بلد مثل الأغنية المصرية "طير قلقان" التي ترتبط بالزمن القديم، التي تعيدنا كلماتها إلى الأصالة، بينما تنفيذ الأغنية كان بطريقة معاصرة".
تقديم ألبوم يجمع العديد من اللهجات، ويحمل بالتأكيد العديد من التحديات، وهذا ما أكدته فايا قائلة: "الألبوم به كل هذه اللهجات، لذا من المؤكد أنه يحمل تحديات وصعوبات، وعلى سبيل المثال الأغنية التونسية والجزائرية كانت إيقاعاتهما صعبة، في كل المقاطع، بينما الأغنية المصرية كانت الأكثر سهولة لأننا نعتاد على سماع الأغنيات المصرية الأكثر شهرة، وحتى الأغنية العراقية كان بها كلمة "شقراء" كنت لابد من نطقها "شجراء" ولابد من نطقها بالطريقة الشامية، وذلك للحفاظ على جميع التفاصيل التي يجب أن تظهر بطبيعية دون اصطناع، وفي الوقت نفسه الإيقاعات الخليجية معقدة كثيرًا، لكن في النهاية لا أنكر أنني تعلمت الكثير من كل ذلك".
تحديات التمثيل
يراود حلم التمثيل أي فنان، خاصة لو كان يملك الموهبة، وعن ذلك قالت فايا: "منذ بداياتي في الغناء والجمهور يسألني عن التمثيل، وكنت أنتظر الوقت المناسب لهذه الخطوة حتى عُرض عليّ أخيرًا مسلسل أرفض الإفصاح عن اسمه في الوقت الحالي، يتضمن العديد من الأغنيات، وقد وجدته يشبهني، والأغنيات أيضًا، لهذا السبب وافقت عليه، وتحمست له كثيرًا، فهو مسلسل لايت كوميدي ومن بطولتي أنا والفنان السوري إيهاب شعبان، إخراج المصري محمود عبد التواب، تأليف محمد سليمان عبد المالك، وهو عمل سوري لبناني انتهينا من تصويره ولا أعرف موعده عرضه".
يعتبر هذا المسلسل هو أولى تجارب فايا يونان التمثيلية تخوض من خلاله تحديات جديدة في مسيرتها الفنية، وقالت: "أحببت التمثيل أكثر مما توقعت لأن به مساحات فنية كبيرة باقتباس وتقديم شخصيات أخرى غير شخصيتي الحقيقية، ومتعة أيضًا، لكنه يحتاج للعديد من التدريبات الأمر الذي يجعله متعبًا أكثر من الغناء بالنسبة لي".