الغناء البدوي، لون أصيل من ألوان الغناء الأردني، يخص من يعيشون في البادية، تميز بقلة الزخارف اللحنية والإيقاعية، فالألحان قصيرة متكررة، والآلة الوحيدة التي ترافق هذا الغناء هي "الربابة"، وأحيانًا يستخدم "الدف" لمرافقة الرقص.
أما عن أسلوب الغناء نفسه، فهو يعتمد على امتداد الأصوات طويلًا، وأغلب مغنيّ البادية يميلون إلى الصوت المرتفع الحاد والإيقاع البطيء الهادئ.
واستعرض تقرير مصور على شاشة "القاهرة الإخبارية" أنواع وقوالب الغناء البدوي، فمنه مجموعة متميزة من القوالب أهمها: "الهجيني" و"القصيد" و"الحداء" و"السامر"، و"الشروقي"، ولكل قالب منهم شكل مختلف عن الآخر، والأكثر شيوعًا هو "الهجيني"، واسمه مأخوذ من الإبل، ويعتمد على مد الكلمات واللحن.
أما "القصيد"، فهو النمط الخاص لمدح الشيوخ والأمراء، وتطور ليتناول الموضوعات الاجتماعية، ويعتمد على شعر منظوم ومقصود لغرض معين.
أما "الحداء"، فهو أكثر الأنواع استخدامًا في الاحتفالات الشعبية، ومنه يأخذ قالب "السامر" الذي يعتمد في الأساس على رقصة تصاحبه تؤدى بأسلوب معين وإيقاع يبدأ بطيئًا وهادئا ثم يأخذ في التسارع والارتفاع.
تعتمد رقصة "السامر" على وقفة الرجال في حلقة ليؤدوا رقصة تشاركهم فيها ما يطلق عليها الحوشي أو المرأة التي ترقص بالسيف وسطهم.
وعلى عكس رقصة "السامر" المبهج، يأتي "الشروقي" المتسم بالحزن والشكوى والوجع على فراق الحبيبة أو الأهل.
وبسبب ما تفرضه حياة البادية من عزلة عن المدينة، لم يدخل على الغناء البدوي الأردني أي من الأشكال الموسيقية الحديثة إلا بالآونة الأخيرة وبشكل بسيط ومحدود، فالبدو الأردنيون حافظوا سنوات طويلة على تفرد طربهم وخصوصيته وتميزه عن أي لون غنائي آخر.