شهدت الدنمارك في الفترة الأخيرة العديد من الأعمال الاستفزازية التي تم خلالها حرق القرآن الكريم، الأمر الذي أدى إلى إثارة غضب الدول الإسلامية.
وبعد أعمال حرق القرآن الكريم أمام السفارات التركية وسفارات بعض الدول الإسلامية، اتجهت الحكومة الدنماركية إلى اتخاذ بعض القرارات التي من شأنها حظر هذه الأعمال، منها سَن قانون بموجبه يحظر حرق الكتب المقدسة والسلوك، الذي وصفته الحكومة بأنه غير لائق تجاه القيم الدينية.
مشروع قانون منع الإساءة للأديان
أعلنت الحكومة الدنماركية أنها ستقدم مشروع قانون إلى البرلمان يحظر حرق والاعتداء على القرآن الكريم وغيره من الكتب المقدسة، وفقًا لصحيفة "حريت" التركية.
وأعلن وزير العدل الدنماركي، بيتر هوملجارد، أمس الجمعة، في مؤتمر صحفي أن الحكومة تخطط لحظر الأعمال غير اللائقة، وأنهم سيقدمون قريبًا مشروع قانون جديد من شأنه حظر الاعتداء على الكتب المقدسة.
وقال "هوميلجارد" إن الهدف الوحيد من الهجمات على الكتب المقدسة هو إثارة الكراهية وزرع الفتنة، مضيفًا أن مشروع القانون المقترح سيتم دمجه مع قانون يحظر حاليًا حرق الأعلام الوطنية.
وأضاف هاميلجارد: "سيعاقب هذا القانون أولئك الذين يحرقون القرآن والكتاب المقدس في الأماكن العامة"، مشيرًا إلى أن هذا القانون يستهدف فقط هذه الأعمال في الأماكن العامة أو التي تهدف إلى انتشارها على نطاق أوسع.
بينما قال وزير الخارجية الدنماركي لوك راسموسن إن: "هذه رسالة مهمة تريد الدنمارك إرسالها إلى العالم"، لم تتم مشاركة المعلومات حول موعد تقديم الاقتراح المذكور إلى البرلمان المؤلف من 179 مقعدًا.
ومن المقرر إدراج النص الجديد في الفصل 12 من قانون العقوبات الذي يتعلق بالأمن القومي. وسينطبق البند القانوني أيضًا على تدنيس الكتاب المقدس أو التوراة أو الرموز الدينية مثل الصليب، على أن يعاقب الجاني بغرامة وبالسجن مدة عامين.
الكويت ترحب بالقرار
من جانبه، قال وزير الخارجية الكويتي، الشيخ سالم بن عبد الله الجابر الصباح، اليوم السبت، إن "وزير الخارجية الدنماركي، لارس راسموسين، تواصل معه، وأبلغه بأن حكومة الدنمارك عرضت قانون منع الإساءة للأديان والمعتقدات للمصادقة".
ونقل سالم الصباح قول راسموسين إن القانون يهدف منع جرائم التعدي على المصحف الشريف والرموز الدينية تحت ذريعة حرية التعبير والرأي، وأن حكومة بلاده تولي هذه القضية كل اهتمام، وفقًا لبيان من الخارجية الكويتية.
وشكر وزير الخارجية الكويتي نظيره الدنماركي، على إبلاغه بما تقدم، وعلى تفاعل الحكومة الدنماركية مع مطالب الكويت وكافة الدول والمنظمات الإسلامية معتبرًا هذه الخطوة إيجابية نحو الحد من جرائم حرق نسخ من المصحف الشريف وتلك الممارسات الاستنكارية.
العراق يثمّن القرار
وبدوره، بعث وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، اليوم السبت، برسالة إلى نظيره الدنماركي، راسموسن، ثمّن من خلالها موقف الحكومة الدنماركية من تقديم قانون خاص بقرار يجرم حرق القرآن أو إهانته، وفقًا لقناة "السومرية نيوز". وأعرب حسين، عن رغبته في إقرار التشريع الدنماركي الجديد بأسرع وقت، مجددًا التأكيد على تثمين هذه الخطوة.
وأحرق أشخاص مناهضون للإسلام في الدنمارك والسويد عدة نسخ من المصحف ومزقوها، خلال الأشهر القليلة الماضية، ما فجّر حالة من الغضب في العالم الإسلامي، وأثار مطالب لحكومتي البلدين بحظر مثل هذه الأفعال.