لقت وفاة القائد الروسي يفجيني بريجوجين، زعيم مجموعة فاجنر، إثر سقوط طائرته شمال موسكو، اهتمامًا كبيرًا من قبل وسائل الإعلام الدولية. تلك الحادثة أثارت تساؤلات متعددة حول أسباب الحادث وتأثيرها على مستقبل المجموعة بعد فقدانها قائدها.
انتشرت العديد من التكهنات والنظريات حول ملابسات وفاة قائد مجموعة فاجنر، وهل كانت هذه الحادثة مدبرة أم أنها مجرد حادث غير متوقع؟
وفي هذا السياق، ألقى المحلل السياسي الروسي، تيمور دويدار، الضوء على الملابسات المحيطة بالحادث، في تصريحات خاصة مع موقع "القاهرة الإخبارية"، تناول توقعاته حول مصير المجموعة بعد وفاة قائدها، كما تحدث عن الأحداث المحتملة التي قد تنتج عن هذا الحادث وتأثيرها على التوترات الجارية في المنطقة.
أسباب الحادث
قال المحلل السياسي الروسي، إن "الغموض يحيط بحادث مقتل قائد مجموعة فاجنر، نظرًا لأنه لم يكن بالطائرة أي عيوب فنية، فلم تتداول أي أنباء عن ذلك، فضلًا عن كونها تابعة لشركة خاصة معتمدة لنقل ما يُسمى بـ"البيزنس جيت"، وعندما تستخدم من قبل شركة أمنية مثل فاجنر محترفون في التأمين، فإن ذلك يقودنا إلى احتمالات أخرى، لكننا لا نستطيع الجزم بها، منها حمل أحد الركاب لأشياء ربما تكون قد تسببت في الحادث".
"دويدار" ينفي نظريات المؤامرة
وأسفر انفجار وسقوط الطائرة عن مقتل شخص مهم للغاية وهو ديميتري أوتكين، الظابط بالجيش السوفيتي السابق، المخضرم في العمليات الخاصة، واستبعد "دويدار" الأقاويل التي تستند إلى نظريات المؤامرة، التي ترجع سقوط الطائرة من قبل الدفاع الجوي، لأنها قصص لا أساس لها، وهو أمر لا يمكن حدوثه في روسيا، على حد تعبيره.
تأسيس المجموعة
وأضاف "دويدار" أن بيجرجيون هو المدير المسيطر على فاجنر، أما عن تأسيس هذه الشركة الأمنية العسكرية الخاصة، فقد تم من أجل الاستخدمات "الرمادية" خارج البلاد، مشيرًا إلى أن تأسيس الشركة جاء خارج روسيا، ربما لأن هناك بعض القوانين قد تمنع التأسيس داخل الأراضي الروسية، كما أن مؤسس المجموعة ليس يفجيني بريجوجين، إذ وقع عليه الاختيار لإدارة الشركة، نظرًا لاستطاعته في السابق، إظهار قدرته على إدارة الأعمال، فهو ليس بمؤسس أو شريك أساسي، وجاءت الفكرة لتأسيس مثل هذا الكيان في عام 2012، ومن خلال إداراة بريجوجين قامت بالعديد من العمليات في الكثير من بلدان وسط إفريقيا، ثم عملت في العملية العسكرية بأوكرانيا، وضمنت المجموعة أفرادًا محترفون عسكريًا، من جنسيات مختلفة من كل أنحاء العالم، وكانت يتم إداراتها من خلال بريجوجين الذي تميز بتصريحاته الشعبوية.
مستقبل فاجنر
قال "دويدار" إنه يرى أن مقتل بريجوجين لن يؤثر على مستقبل فاجنر، إذ إن المجموعة سيكون لها اختياران، أما الانخراط بالقوات المسلحة الروسية أو الشرطية أو أي قوات عسكرية تابعة لروسيا الاتحادية، أو استمرارها كما كانت كشركة للعمل في الخارج بأماكن النزاعات العسكرية القائمة في أماكن مختلفة.
وتقوم المجموعة بتقديم خدماتها لعدد من الدول المختلفة، وسينحصر تأثيرها في القيادة التي تستطيع أن تقود وتدير هذه المجموعة العسكرية.
القائد المحتمل
وعن خليفة بريجوجين المحتمل، قال "دويدار" إنه لا أحد يعرف ولا يعد ذلك أمرًا مهمًا، فإدارة مثل هذه الشركة في مستوى أعلى من بريجوجين في الإدارة، وتابع: "لم أسمع عن أشخاص بعينهم، ولا أحد يستطيع ذكر أسماء بعينها، إلا أن المنظمة نفسها تستطيع أن تكمل عملياتها بشكل طبيعي، وبحسب قياداتها في رئاسة الشركة".