الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سابقة تاريخية.. هل تضر صورة السجن ترامب سياسيا؟

  • مشاركة :
post-title
ترامب

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

سابقة تاريخية شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، فلأول مرة، يخضع رئيس أمريكي سابق، للتصوير داخل السجن كالموقوفين، في مشهد كان هو أقرب ما وصل إليه ترامب من زنزانة السجن حتى الآن، قبل أن يغادر بعد دفع 200 ألف دولار أمريكي ككفالة، بعد اعتقاله لفترة وجيزة. 

وقضى الرئيس الأمريكي السابق قرابة 20 دقيقة في سجن مقاطعة فولتون بعدما سلم نفسه إلى سلطات السجن، على خلفية قضية محاولة إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية التي خسرها أمام الرئيس جو بايدن عام 2020، إذ تم وضعه قيد الاعتقال وحجزه في سجن لمدة 20 دقيقة حيث سجلت بياناته الشخصية، وأخذت بصمات أصابعه والتقطت له صور فوتوغرافية.

وفي أول تعليق له عقب خروجه، قال ترامب إنه ليس مذنبًا وما يحدث مسيء للحرية في أمريكا، مضيفًا: لدينا كل الحق للطعن في انتخابات نعتبرها غير نزيهة، مشيرًا إلى أنه لم يرتكب أي خطأ، واصفًا ما يحدث له بالخصومة السياسية.

وتابع: هذا يوم حزين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفًا أن توقيفه في جورجيا مهزلة قضائية ووصف ملاحقته الجنائية بأنها "تدخل في الانتخابات".

ووصفت صحيفة الجارديان، لحظة تسليم ترامب نفسه، بأنها مثل كل ما يفعل تقريبا، فقد كانت مشهدًا مدبرًا، إذ تعمد توقيت استسلامه في الـ 7.30 مساء، لزيادة التغطية الخبرية، في حيث يحاول السياسيون عادة تشتيت الانتباه عن مشاكلهم القانونية الجنائية. 

وقالت الصحيفة، إنه سيكون من الخطأ الافتراض بأن الصورة الفوتوغرافية، ومشهد تسليم ترامب لنفسه، سيضران ترامب سياسيًا، وإنه بدلا من ذلك سيؤدي ذلك إلى ترسيخ الدعم بشكل أعمق من جانب أولئك الذين يدعمون ترامب ويعتقدون أنه يتعرض للاضطهاد. 

 وتحدثت الصحيفة عن أن ترامب، بصفته مرشحًا ورئيسًا، جعل سياسة التظلم والشعور بالاضطهاد والظلم، أمرًا أساسيًا في هويته السياسية، مشيرة إلى أنه بالفعل يستخدم لوائح الاتهام الموجهة ضده لحشد مؤيديه. 

وبعيدا عن كل الضجة التي أثيرت حول تسليمه لنفسه، أظهرت استطلاعات الرأي تقدمًا كبيرًا لترامب لترشيحه من قبل الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس. 

وعندما سئل المرشحون الآخرون للحزب، خلال المناظرة الجمهورية الأولى، يوم الأربعاء، عما إذا كانوا سيدعمون ترامب، إذا كان هو المرشح، فأجاب جميعهم بـ "نعم". 

 تهم ترامب والانتخابات 
ترامب

واتهم الرئيس الأمريكي السابق، بـ 4 تهم جنائية خلال الفترة الماضية، آخرها المتعلقة بمحاولة إلغاء الانتخابات الرئاسية لعام 2020 في ولاية جورجيا، ويتهم فيها برفقة 18 آخرين، بلائحة مكونة من 41 تهمة بموجب قانون يتعلق بفساد المنظمات المؤثرة في جورجيا والمعروف بقانون "ريكو"، إذ بدأ التحقيق مع المجموعة بعد تسريب مكالمة هاتفية طلب فيها ترامب من كبير مسؤولي الانتخابات بالولاية إيجاد 11780 صوتًا.

القضية الثانية هي المستندات السرية، ويواجه فيها 40 تهمة بإساءة استخدام مواد سرية بعد مغادرته البيت الأبيض، إذ صودرت آلاف الوثائق في تفتيش لمكتب التحقيقات الفيدرالي، من بينها نحو 100 وثيقة صُنفت على أنها سرية.

أما القضية الثالثة، تتمثل في تهمة دفع الأموال سرًا لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، ووجهت له 34 تهمة جنائية بتزوير سجلات تجارية من الدرجة الأولى، ورغم أن هذه الدفعات لا تعد غير قانونية، يعد إنفاق أي أموال لمساعدة حملة رئاسية دون الكشف عنها انتهاكًا للقانون الفيدرالي بشأن تمويل الحملات الانتخابية.

والقضية الرابعة، هي اقتحام الكابيتول، إذ يواجه ترامب قضية اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، واقترح المدعي العام، جاك سميث، والذي يترأس التحقيقات مع ترامب، ببدء المحاكمة في القضية في 2 يناير المقبل.

هل تؤثر هذه القضايا على ترشح ترامب للرئاسة؟

باختصار لا، فما زال بإمكان ترامب الترشح للرئاسة، فلا شيء في القانون الأمريكي يمنع ترامب من الترشح إذا كان يواجه تهمًا جنائية.

وسابقًا أدين الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، بقيادة السيارة تحت تأثير الكحل، وقضى فترتين رئاسيتين في البيت الأبيض.

ويحدد دستور الولايات المتحدة، قواعد بسيطة لمن يمكنه الترشح للرئاسة، وليس فيها ألا يكون قد حكم عليه في قضية جنائية، بل يكفي أن يكون المرشح في عمر الـ 35 على الأقل، وأن يكون مولودا لشخص يحمل الجنسية الأمريكية، وأن يكون قد عاش في الولايات المتحدة لمدة 14 عاما على الأقل.

وأكد ترامب سابقًا أن أي حجم لن يوقف حملته وأنه سيواصل الترشح للرئاسة، حتى لو كان خلف القضبان، إذا اضطر لذلك.