أعلنت كييف تنفيذ أكثر عملياتها العسكرية تعقيدًا وطموحًا منذ بدء الصراع، وخلال واحدة من أكثر التحركات جرأة من جانبها شن الجنود الأوكران، فجر الخميس، هجومًا عسكريًا على شبه جزيرة القرم، ورفعوا العلم الوطني طوال فترة تواجدهم على الأراضي التي ضمتها روسيا قبل نحو 10 سنوات.
عملية مُعقدة وطموحة
وبدأت العملية عندما هبطت قوات خاصة على الشاطئ الغربي لشبه جزيرة القرم، بالقرب من مستوطنتي أولينيفكا وماياك، في عملية مشتركة نفذتها وحدات المخابرات التابعة لوزارة الدفاع مع البحرية الأوكرانية، وفقًا لأندريه يوسوف، ممثل مديرية المخابرات الرئيسية في وزارة الدفاع الأوكرانية، خلال إفادة لصحفية "أوكران فورم" الوكالة الحكومية الأوكرانية.
وفي أثناء تنفيذ المهمة اشتبكت القوات الأوكرانية مع الوحدات الروسية، وكبدتها خسائر في صفوفها ودمرت لها عددًا من المعدات، وفق "يوسوف".
وأضاف أن العملية حققت كل أهدافها ولم يتم الإبلاغ عن أي خسائر في الأفراد، وأن "العملية الخاصة مستمرة، ونحن لا نكشف عن كل التفاصيل".
ونشرت استخبارات الدفاع الأوكرانية عدة مقاطع فيديو، تظهر قوارب مطاطية أوكرانية، بالقرب من ساحل القرم في الظلام.
وظهر مقطع فيديو لزوارق مطاطية أوكرانية تطلق صاروخًا مضادًا للطائرات على طائرة روسية. ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو من قمرة القيادة يظهر مقاتلة تستخدم نيران المدفع ضد القوارب.
رفعوا العلم ولاذوا بالفرار إلى أوديسا
واستطاع الجنود الأوكران، رفع العلم الوطني طوال فترة تواجدهم على أراضي شبه جزيرة القرم، لكن العملية الخاطفة استدعت منهم قصف أهداف محددة داخل المعسكر في وقت قياسي قبل أن يلوذوا بالفرار إلى أوديسا.
ذكرت مدونة عسكرية روسية بارزة تدعى "وارجونزو"، أنه وفقًا لمصادر "هبطت مجموعة تخريب واستطلاع أوكرانية في منطقة كيب طرخانكوت، وقصفت المعسكر على شاطئ البحر ولاذت بالفرار في اتجاه أوديسا"، وفق ما أوردت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وأفادت وحدة عسكرية تابعة لدونيتسك، عبر قناتها على "تليجرام"، بأن بعض الانفجارات وقعت بالقرب من قرية ماياك في كيب تارخانكوت بشبه جزيرة القرم، ووقعت معركة بالطائرات هناك.
استهدافات مسيّرة سابقة
وفي مسعى منها لتعطيل الجهود اللوجستية الروسية وإعادة الإمداد من شبه الجزيرة التي ضمتها في 2014، كثفت كييف في الآونة الأخيرة هجمات الطائرات دون طيار على القرم، التي تحتوي على واحدة من بين أكثر منظومات الدفاع الروسية تطورًا.
وبخلاف العملية الجريئة، استطاعت كييف عبر هجوم مسيّر، تدمير بطارية دفاع صاروخي من طراز إس- 400 في المنطقة، أمس الأربعاء.
ضربة لمراكز صنع القرار الأوكرانية
في المقابل، أعلنت موسكو أن قواتها نفذت الليلة الماضية، ضربة ناجحة لأحد مراكز صنع القرار التابع للقوات المسلحة الأوكرانية.
قالت الدفاع الروسية في بيان لها، اليوم الخميس: "نفذت القوات المسلحة الروسية هذه الليلة ضربة مكثفة بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى تطلق من البحر والبر، لمركز صنع قرار في القوات المسلحة الأوكرانية".
وأضاف البيان أن الضربة حققت هدفها وأصابت الموقع المستهدف دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وذكر تقرير الدفاع الروسية أن قواتها دمرت أكثر من 6000 طائرة دون طيار أوكرانية، منذ بداية العملية العسكرية الخاصة.
وبدأت الحرب في أوكرانيا، عندما شنّت موسكو في 24 فبراير من العام الماضي 2022، ما وصفته بالعملية العسكرية الخاصة لتحرير إقليم الدونباس الانفصالي شمال شرق أوكرانيا، ولضمان أمن حدودها، بعد أن سعت كييف للانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو".