الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

توسيع النفوذ وزيادة التبادل التجاري.. أهداف مرتقبة لدول "قمة بريكس"

  • مشاركة :
post-title
مجموعة البريكس

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

ستدفع دول الكتلة الاقتصادية لمجموعة "بريكس" المكونة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، لتعزيز جدول أعمالها في القمة التي انطلقت اليوم الثلاثاء، من مدينة جوهانسبرج، جنوب إفريقيا، لتحقيق أهداف سياستها الخارجية وتوسيع نفوذها داخل المجموعة وفي جميع أنحاء العالم.

وبحسب خبراء في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، فإن دول "البريكس" لديها أهدافًا محددة للقمة.

أجندات دول "البريكس"

وتشمل هذه خطط جنوب أفريقيا لترسيخ هيمنتها في قارة إفريقيا، وجهود روسيا في حشد الدعم لحربها بأوكرانيا، بينما تعتزم الصين تعزيز توسيع المجموعة لتأكيد نفوذها على دول في الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

من ناحية أخرى، تهدف الهند إلى موازنة النفوذ الصيني في المجموعة، من خلال الحفاظ على ريادتها في الجنوب العالمي، فيما ستدفع البرازيل، بقيادة لويس لولا دا سيلفا، لإنهاء العزلة العالمية للبلاد واستعادة مكانتها كلاعب عالمي رئيسي.

جنوب أفريقيا

وفي هذا الشأن، قال مفيمبا فيزو ديزوليلي، البارز في الشأن الإفريقي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "إن كونها الدولة المضيفة، تؤكد جوهانسبرج أنها زعيمة الكتلة الإفريقية على المسرح الدولي، وتظهر أنها واحدة من أكثر الاقتصادات ذات الأهمية في القارة".

وأووضح "ديزوليلي"، أن القمة تأتي في الوقت الذي تواجه فيه البلاد توترات مع الولايات المتحدة بشأن مزاعم تزويد موسكو بالأسلحة، بعد رصد سفينة روسية في مياه جنوب إفريقيا يزعم أنها تحمل أسلحة، إلى جانب هبوط طائرة روسية من قبل في جنوب إفريقيا وعلى متنها أسلحة.

في غضون ذلك، ستمتنع الدولة الإفريقية عن إدانة روسيا في حربها مع أوكرانيا، بحسب الباحث الإفريقي.

الصين

أما عن الصين، فهي تعتبر "بريكس" وسيلة لتوسيع نفوذها على الصعيد العالمي، إذ توفر القمة فرصة فريدة لزيادة التعاون وتعزيز العلاقات التجارية بين الاقتصادات الناشئة.

وفي هذا الشأن، قال بريان هارت، الزميل في مشروع الطاقة الصيني بالمركز: "رأينا دلالات واضحة على رغبة بكين في توسع مجموعة بريكس"، مشيرًا إلى أن توسعها لتشمل دولًا نامية أخرى سيعطي الصين المزيد من الفرص لإبراز قوتها ونفوذها في المناطق الرئيسية".

ويعتقد "هارت" أن الصين ستحاول إقناع أعضاء الـ"بريكس" ضد الولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بمسألة العقوبات الأحادية، وهي نقطة تركيز رئيسية لكل من الصين وروسيا في حربهما ضد النفوذ الأمريكي.

وأكد الباحث في الشأن الصيني أن بكين تنظر إلى بريكس على أنها "فرصة لاكتساب بعض النفوذ على الصعيد العالمي في صد الولايات المتحدة".

ويعد تعزيز العلاقات الصينية مع جنوب إفريقيا وتوسيع وجودها في القارة على رأس جدول الأعمال الصينية.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الصيني شي جين بينج، جنوب إفريقيا، للقاء نظيره الجنوب أفريقي على هامش القمة.

الهند

وفيما يتعلق بالهند، سيتوافق جزء كبير من أجندة الهند الخاصة بقمة "البريكس" مع الصين، إذ يسعى اللاعبان الاقتصاديان الرئيسيان إلى ترسيخ الهيمنة في الجنوب.

وترى كاثرين هادا، المتخصصة في الشؤون الهندية بالمركز، أنه من غير المرجح أن تدعم الهند أي اقتراح لا ترغب فيه الولايات المتحدة أو حلفاء نيودلهي.

في غضون ذلك، من المتوقع أن تتخذ الهند موقفًا "فاترًا" بشأن فكرة عملة مشتركة بين دول البريكس، على حد قولها، معتبرة أن الهند في وضع جيد يسمح لها بالتفاوض بشأن اتفاقيات بريكس، نظرًا لاقتصادها المتنامي وعلاقاتها الوثيقة مع الغرب.

روسيا

بدلًا من تحقيق أهداف اقتصادية صعبة، مثل العملة المشتركة، ستدفع موسكو نحو أهداف سياسية أكثر قابلية للتحقيق ويمكن تبسيط تلك الأهداف من خلال تحالف "البريكس"، وفقًا لماريا سنجوفايا، الباحثة في جامعة جورج واشنطن.

وستستخدم روسيا "بريكس" لتعزيز حصة روسيا في أوكرانيا، لا سيما في ضوء القمة التي انطلقت بشأن أوكرانيا بجدة، التي ركزت بشكل خاص على التواصل مع الجنوب العالمي وإيجاد نهاية سلمية، على حد قول الباحثة في جامعة جورج.

ومن المتوقع أن يحظى سيرجي لافروف، بدعم موقف روسيا من الصراع في أوكرانيا، خاصة من الدول الإفريقية، التي أبدت موسكو اهتمامًا بها.

ومن المتوقع أن تدعم روسيا توسع الكتلة، لمواجهة النفوذ العالمي المتزايد للولايات المتحدة.

ومن بين الموضوعات الرئيسية على جدول أعمال روسيا أيضًا تعزيز العلاقات التجارية مع جنوب إفريقيا، من خلال زيادة الاستثمار في الدول الإفريقية.

البرازيل

بالنسبة للبرازيل، تعتبر القمة فرصة لإعادة تقديم نفسها كزعيم عالمي جاد ولتعزيز سياسة خارجية مستقلة وبعيدة عن نفوذ الولايات المتحدة، بحسب رايان بيرج، الخبيرفي شؤون الأمريكتين بـ"CSIS".

وعلى حد زعمه، من المتوقع أن تخلق البرازيل دفعة جادة لعملة جديدة في البريكس وتوسيع الكتلة.

وقال "بيرج": " تشير زيارات لولا لعواصم العالم إلى رغبته في الابتعاد عن هيمنة الدولار والانتقال إلى التجارة في عملات أخرى".

لكن "بيرح" لفت إلى أن وزارة الخارجية البرازيلية في البلاد تعارضها لأنها تخشى خسارة مزايا العضوية بسبب التوسع.

وفي إطار سعيها لتصبح لاعبًا في الساحة العالمية مجددًا، من المتوقع أن تقترح البرازيل نفسها كوسيط في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، على الرغم من أن نفوذها ضئيل في هذا الجزء من العالم.

بالإضافة إلى ذلك، قد تروج البرازيل لنفسها كقوة زراعية قوية في القمة بعد انسحاب روسيا من صفقة الحبوب.