الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة "بريكس" ومستقبل النظام الدولي.. تحقيق التوازن والتنمية المستدامة

  • مشاركة :
post-title
جنوب إفريقيا تستعد لاستضافة قمة بريكس

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

يُعد اجتماع مجموعة "بريكس" حدثًا دوليًا بارزًا، إذ تعكس قمم التجمع أهمية الدول الأعضاء ودورها المتنامي في الساحة الدولية، كما توفر منصة لبحث القضايا العالمية ومناقشة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة، وذلك بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

 ويتنوع جدول أعمال اجتماعات بريكس ليشمل مجموعة واسعة من المسائل المهمة، منها الموضوعات الاقتصادية المتعلقة بتعزيز التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء، وتطوير البنى التحتية والتعاون في مجالات البحث والابتكار، كما يمثل منصة لتعزيز التعاون بين هذه الدول وتقديم وجهات نظرها المشتركة حول القضايا الدولية الرئيسية.

تحظى قمة مجموعة بريكس التي تعقد اليوم في جوهانسبرج بالاهتمام؛ بسبب العديد من العوامل المثيرة للاهتمام، وذلك بحسب "واشنطن بوست".

استخدام العملات المحلية

وتدور المناقشات في القمة حول هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي، وقد تركز المناقشات على توسيع نطاق استخدام العملات المحلية في التجارة بين أعضاء بريكس، ويؤكد بعض القادة، مثل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، على قدرة بنك بريكس على تحدي المؤسسات التي تقودها الولايات المتحدة مثل صندوق النقد الدولي.

الأهمية الجيوسياسية

بالنسبة للصين، فإن قمة بريكس لها أهمية جيوسياسية، فاستضافة الرئيس بايدن لزعماء اليابان وكوريا الجنوبية في كامب ديفيد تُشير إلى تحالف يتشكل بالقرب من حدود الصين. وردًا على ذلك، تسلط زيارة الرئيس، شي جين بينج، إلى جنوب إفريقيا الضوء على الدور الرئيسي الذي تلعبه الصين داخل مجموعة بريكس كبديل للنظام العالمي الذي يهيمن عليه الغرب.

عدم الانحياز

وتسعى الصين إلى توسيع التكتل لتشمل المزيد من الدول مثل مصر وإندونيسيا ونيجيريا والأرجنتين والمملكة العربية السعودية، بهدف تعزيز صوتها على مستوى العالم، ويتلخص الهدف الأوسع في تحويل النظام العالمي نحو نموذج يتمحور حول الصين، ومع ذلك، فإن بعض أعضاء البريكس حذرون من عدم الانجرار إلى المنافسات الجيوسياسية، ويؤكد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، على عدم الانحياز ومقاومة الانحياز إلى أي قوة عالمية.

تحالف دول الجنوب

وتواجه كتلة بريكس تحديات في إبراز القوة الناعمة بسبب الاختلافات بين أعضائها، ومع ذلك، يشير المحللون إلى أن أهميتها تكمن في قدرتها على إنشاء تحالف يمنح النفوذ لدول الجنوب العالمي في التعامل مع الغرب، ويعزز عالمًا أكثر تعددية الأقطاب، ومن جهة أخرى، تحظى قمة بريكس في جوهانسبرج بالاهتمام بسبب ديناميكياتها الجيوسياسية ومناقشاتها حول إلغاء الدولرة وتوسيع عضوية الكتلة، وبينما يتنقل العالم في ديناميكيات القوة المتغيرة، تسعى كتلة بريكس إلى ترسيخ دورها كنظام عالمي بديل تقوده الاقتصادات الناشئة، وخاصة الصين.

قوة موازنة للنظام الدولي

وينظر إلى قمة بريكس الحالية باعتبارها قوة موازنة للنظام الدولي الذي يقوده الغرب، فهي تمثل القوة الاقتصادية الجماعية للاقتصادات الناشئة الكبرى على الساحة العالمية، وعُقدت قمة بريكس الأولى في عام 2009، وانضمت جنوب إفريقيا إليها في عام 2011 لتشكل البريكس، ومع ذلك، واجهت الكتلة تحديات حيث كان أداء الاقتصادات الأعضاء فيها غير متساو، وظهرت توترات الجيوسياسية بين أعضائها.

تعتبر مجموعة بريكس واحدة من القوى الناشئة التي تلعب دورًا متزايد الأهمية في تشكيل مستقبل النظام الدولي. ومن خلال تبادل الآراء والتعاون البناء في هذه القمم، تسعى هذه الدول إلى تعزيز أواصرها والمساهمة في صياغة تطورات السياسة العالمية والاقتصادية.