الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غائب حاضر.. بوتين المستفيد الأكبر من سباق الانضمام لـ"بريكس"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة سابقه للبريكس- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

رغم تحديات عالمية من شأنها تحديد مسار الأحداث الدولية لسنوات مقبلة، تنعقد قمة البريكس الخامسة عشر المقررة، غدًا الثلاثاء، في جوهانسبرج، وسط أجواء وظروف تصب جميعها في مصلحة التكتل، بما يشمل روسيا التي يغيب زعيمها عن أعمال القمة بسبب مذكرة توقيف أصدرتها المحكمة الدولية بحقه، على خلفية الحرب في أوكرانيا، ضمن مساعٍ غربية مستمرة لعزل موسكو.. فهل تنجح هذه المرة؟ 

في تقدير الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعد أكثر المستفيدين من التسابق نحو الانضمام إلى البريكس، رغم عدم حضوره شخصيًا.

قال خبير العلاقات الدولية في تصريحات خاصة أدلى بها لموقع "القاهرة الإخبارية": "رسميًا ستستفيد روسيا على أكثر من جانب".

توسيع البريكس

وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن انضمام المزيد من الدول من شأنه زيارة معدلات النمو في دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، وبالتبعية تزيد معدلات التجارة في القوة البينية للتكتل، أمر يعطي قوة إضافية للبريكس التي يقترب الناتج القومي الخاص بها من الدول السبع الصناعية الكبرى، مضيفًا أن غالبية المؤشرات تؤكد أن دول البريكس الخمس الحالية تنتج نحو 30% من إجمالي الناتج العالمي، في حين تنتج الدول الصناعية السبع 31% من الناتج الإجمالي.

وأعربت أكثر من 40 دولة عن رغبتها في الانضمام إلى بريكس، منها 23 دولة فعّلت طلبها رسميًا، من بينها العديد من البلدان الإفريقية والعربية، مثل الجزائر والسعودية ومصر.

أذرع مالية

أشار خبير العلاقات الدولية إلى أهمية أذرع وأدوات مالية، باتت تمتلكها مجموعة البريكس، مثل بنك التنمية الجديد، وصندوق التحوط، وهي -في تقديره- أدوات تناظر وتعادل الأدوات المالية الموجودة في تكتل الغرب، مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي.

أضاف: "كل هذا يدعم فكرة العالم المتعدد الأقطاب وينهي بشكل كبير فكرة الأحادية القطبية".

وعدّ الدكتور أيمن سمير، الإجراءات سابقة الإشارة "مكسب كبير" للرئيس بوتين "الذي يدعو منذ وصوله للحكم لعالم متعدد الأقطاب، ونهاية للقطب الواحد".

وأصدر بنك التنمية الجديد لمجموعة "بريكس"، أخيرًا خلال الشهر الجاري، سندات مقومة بعملة جنوب إفريقيا المحلية "الراند" في البلاد لأول مرة، وذلك في مسعى منه لزيادة وجوده في أسواق رأس المال المحلية للدول الأعضاء.

عملات وطنية في مواجهة هيمنة الدولار

وأشار إلى ملف يناقش زيادة التعامل بالعملات الوطنية للدول الأعضاء، مدرج على أجندة مؤتمر جوهانسبرج، يستهدف بالأساس تقليل حجم ومساحة الدولار في التعاملات الدولية بينهم، لافتًا إلى تراجع كبير سجل لمشاركة الدولار في التعاملات الدولية من نسبة قدرها 63% في عام 2019 إلى 58% بنهاية عام 2022 ، "وهذا مكسب لروسيا" بحد قوله.

ومن المرجح أن تناقش دول البريكس، تدشين عملة جديدة موحدة مدعومة بالذهب للمنظومة في مقابل هيمنة الدولار الأمريكية، وفق وسائل إعلام روسية.

تكتل لا يخضع لأهواء الغرب

ومقابل محاولات الغرب لعزل بوتين عن العالم، وفرض عقوبات تستهدف الاقتصاد الروسي، تكاتفت دول البريكس للدعم، وفي تقدير خبير العلاقات الدولية، يعود أحد أسباب حفاظ روسيا على مرونة اقتصادها لدول البريكس لا سيما الصين والهند، "ودونهما ربما كان يتضرر الاقتصاد الروسي بشكل كبير" بحد قوله.

ليست منبوذة

وتحدث خبير العلاقات الدولية، أن من شأن مساعي نحو 22 دولة منها 7 دول عربية للانضمام للبريكس، أن تؤكد كون روسيا "ليست معزولة أو منبوذة"، وبالتبعية تكتل هي أحد أعضائه الخمس.

قال: "لو كان البريكس مجموعة منبوذة ربما ما كان لأحد أن ينضم إليها، وبالتالي، زيادة عدد الدول الساعية للانضمام للبريكس هذا أيضًا مكسب كبير جدًا للرئيس بوتين ويؤكد أنه غير منبوذ أو معزول".