في حياة غير معتادة، قد تكون من زمن آخر، في أعين الكثيرين على كوكب الأرض، لا يزال المئات من السكان الأصليين يعيشون في أعماق الغابات بماليزيا بجزيرة بورنيو، ويتجولون في الغابة كبدو رحل.ولا يزال جزء صغير جدًا، ربما بضع مئات يعيش في الغابة، دون اتصال كبير بالقرى، بدون تعليم أو وظائف عادية.
من أجل الوصول إلى غابات ماليزيا، تستلزم الرحلة، طائرة إلى جزيرة بورنيو، ثم قارب صغير عبر النهر، ثم سيارة دفع رباعي، ثم دراجة نارية لعبور طرق الغابات القديمة، التي كانت تستخدم في السابق كممرات لتطهير الغابة الكبيرة، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
"العيش هنا ليس بالأمر السهل، يمكنك أن تؤذي نفسك بشدة، إنه أمر صعب، كل يوم يمثل تحديًا جديدًا" تصف عائلات مجموعة بينان السكان الأصليين لجزيرة بورنيو في ماليزيا الوضع هناك.
وينتمي حوالي 14 ألف شخص إلى سكان الغابات، والتي تعرف بمجموعة بينان، لقد تخلى معظمهم منذ فترة طويلة عن حياة الصيادين والمتجولين في الغابة، يعيشون بشكل مستقر في القرى، ويذهب الأطفال إلى المدرسة مثل أي شخص آخر في ماليزيا.
كانت الغابات المطيرة في بورنيو منذ فترة طويلة موطنًا وملجأً للسكان الأصليين، حيث وجدوا الطعام هناك، وكسبوا عيشهم، وكانت لديهم معرفة عميقة بالغابة ونظامها البيئي.
منذ السبعينيات، تعرضت مجموعتهم العرقية للتهديد من خلال إزالة الغابات على نطاق واسع ومزارع زيت النخيل، والاستيلاء على الأراضي، على الرغم من أن العديد من مجموعات البينان دافعت عن نفسها مرارًا وتكرارًا، من خلال الاحتجاجات وإغلاق الطرق، إلا أنهم خسروا المعركة ضد شركات الأخشاب وزيت النخيل الكبرى.
ويعتبر اليوم حوالي عشرة بالمئة فقط من الغابة سليمة، وغالبًا ما تكون بالفعل غابة ثانوية. تم قطع الغابات الاستوائية الأصلية.
عائلة جومان ميجوت واحدة من تلك العائلات التي تعيش تلك الحياة، وهم يتجولون في الغابة كعائلة، ويعودون من وقت لآخر إلى بعض الأكواخ الصغيرة، والذهاب للصيد، وربما يكون العشاء غزالا، أو قطة برية، وتقوم الأسرة بشوي اللحم حتى يصبح أسود اللون وجافًا جدًا.
تقول الأم سيلينا: "لقد علمنا أجدادنا كيف نعيش في البرية، ونحن نفعل ذلك مثلهم. نحن نعتمد على موارد الغابة. مخيماتنا، مناطق الطهي، الأسرّة، كل شيء يأتي من الطبيعة".
وبطبيعة الحال، فإن عائلة جومان ميجوت لديها اتصالات مع القرويين، وفي بعض الأحيان يبيعون النباتات أو اللحوم أو الخشب، ويعملون كرسامين خرائط أو حطابين ويحصلون على القليل من المال بهذه الطريقة، إنهم يحتاجون إليها أحيانًا لشراء الأدوية أو ذخيرة الصيد أو الأرز.
ويقول الأب جومان: "بمجرد رحيلي، سيعرف أبنائي كل شيء، إنهم يعرفون أين يجدون أماكن الصيد الجيدة والفواكه الحلوة، يمكنك البقاء على قيد الحياة، لهذا السبب من المهم جدًا أن أريهم كل شيء".