تعرضت العديد من البلدان في الفترة الأخيرة، إلى حرائق غابات مستعرة اجتاحت مساحات شاسعة واتبعها تأثير مدمِّر في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء.
وتنشب هذه الحرائق نتيجة لعوامل طبيعية أبرزها الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، الذي يعاني منه دول عديدة إثر تغيير المناخ، وتأتي سرعة الرياح لتتسبب في تأجيج النيران وعرقلة محاولات إخمادها.
من ناحية أخرى، نشبت بعض الحرائق بأيادٍ بشرية منها على سبيل المثال إشعال النار وتزامنًا مع هبوب الرياح تستعر وتنتشر، أو أسباب أخرى أدت إلى وقوع كارثة خلفها دمار للغابات وتلوث الهواء وإجلاء المتضررين.
يد إجرامية في الجزائر
لم يستبعد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وقوف "يد إجرامية" وراء حرائق الغابات التي شهدتها بعض مناطق البلاد أخيرًا، مؤكدًا أن العدالة ستفصل إن كانت بفعل فاعل أم لا.
وأشار تبون، الذي كان يتحدث في مقابلة مع وسائل إعلام محلية بثت مساء أمس السبت، إلى أن هناك من تكهن بحصول حرائق منذ 2021، لافتًا إلى توصله بصور تظهر محاولة لافتعال حريق بولاية تيزي وزو شمالي العاصمة الجزائر.
كما أكد أنه على خلفية حرائق 2021، تم اتخاذ تدابير حتى لا يتكرر ذلك السيناريو، منوهًا أن السلطات حاولت اقتناء 6 طائرات كبرى لإخما الحرائق لكن عدم توفرها في السوق الدولية صعّب العملية.
فك السحر
احتجزت السلطات التركية الأربعاء الماضي، مشتبهًا به تم إلقاء القبض عليه بتهمة التسبب في اندلاع حريق غابات الذي نشب في 30 يوليو في مدينة موغلا، وفقًا لموقع "خبر ترك" الإخباري التركي.
واعترف الشاب بارتكاب الجريمة مبررًا أنه يعاني من المرض النفسي الانفصام في الشخصية، وأنه يسمع أصواتًا من المجهول وأن لديه سحرًا أراد التخلص منه من خلال إحراق الغابة.
وفور اندلاع حريق الغابة في منطقة كيزيلداغ مساء يوم الأحد الماضي، لاحظ المواطنون أن شابًا كان يبتعد بسرعة عن مكان قريب من موقع الحريق ومن ثم قاموا بتصويره من خلال هواتفهم المحمولة وتسليم الصور إلى فرق الأمن.
تشديد العقوبات في اليونان
وفي الأول من الشهر الجاري، أكد الوزير اليوناني المعني بأزمة تغير المناخ والحماية المدنية فاسيليس كيكيلياس، أنه سيتم توقيع غرامات متصاعدة بشكل حاد ضد مشعلي الحرائق، وذلك إثر تقارير أفادت بأن الكثير من الحرائق التي شهدتها البلاد في البر الرئيسي والجزر هذا الصيف تم إشعالها عمدًا، وفقاً لـ"وكالة الأنباء الألمانية".
كان كيكيلياس صرّح لمحطة "إي آر تي" الحكومية، أن الغرامات سترتفع إلى 30 ألف يورو (33 ألف دولار) بل وستزيد على ذلك. وحتى الآن ينص القانون على فرض غرامات تتراوح من 300 يورو إلى 5 آلاف يورو كحد أقصى.
تدمير 8 آلاف هكتار في غابات إسبانيا
وفي مايو الماضي، أجلت أطقم الطوارئ الإسبانية نحو 600 قروي من ثلاث قرى في غرب إسبانيا من منازلهم، بعد أن تسبب حريق بفعل فاعل في تدمير نحو ثمانية آلاف هكتار من الغابات بالقرب من الحدود مع البرتغال.
وقالت أجهزة الطوارئ إن الرياح القوية تجعل من الصعب السيطرة على الحريق في مناطق الغابات الكثيفة في لاسورديس وسييرا دي جاتا في منطقة إكستريمادورا، موضحة أن نحو 260 من رجال الإطفاء و165 جنديًا يحاولون إخماد الحريق.