الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كفاح مناخي على الطريقة الشعبية.. كيف حظر سكان الإكوادور التنقيب عن النفط في غابات الأمازون؟

  • مشاركة :
post-title
التنقيب عن النفط في غابات الأمازون

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

بينما، على ما يبدو، جاءت إرادة شعب الإكوادور بحظر التنقيب عن النفط في غابات الأمازون، بمثابة ضربة قوية لصناعة النفط، أظهرت كيف كفاح تغير المناخ على طريقة القاعدة الشعبية، إلا أن تحذيرات خبراء اقتصاد ومسؤولين من أن للأمر فاتورة مالية وعبئًا كبيرًا سيقع على كاهل البلاد. فهل ستعاني الإكوادور جراء حمايتها واحدة من أكثر الأماكن تنوعًا بيولوجيًا على كوكب الأرض؟

وصوّت سكان الأكوادور لحظر التنقيب عن النفط، في حديقة ياسوني الوطنية، الواقعة في غابات الأمازون المطيرة، وذلك في استفتاء تاريخي يمثل نصرًا مبينًا لنشطاء المناخ في وقت أدرك فيه العالم "عصر الغليان".

أكثر من النصف رفضوا

وبعد فرز أكثر من 92٪ من الأصوات، رفض ما يقرب من 59٪ من الناخبين التنقيب عن النفط بينما صوّت 41٪ لصالحه، وفقًا لبيان أورده المجلس الوطني للانتخابات في الإكوادور، صباح اليوم الاثنين.

وكافحت جماعات بيئية بينها "ياسونيدوس"، من أجل بلوغ استفتاء شعبي للتصويت على حظر الحفر في الحديقة لمدة عقد، أدركته عندما سمحت المحكمة الدستورية في البلاد بإدراج التصويت في الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 20 أغسطس.

نقطة تحول خطيرة

يأتي الاستفتاء في وقت تتسارع فيه وتيرة آثار تغير المناخ، فبينما يواصل العالم حرق الوقود الأحفوري، اندلعت حرائق غابات استثنائية وصِفَ بعضها بالأكثر دموية هذا الصيف.

وكان الشهر الماضي "أكثر شهر يوليو حرارة" على كوكب الأرض، ويحذر بعض العلماء من أن منطقة الأمازون تتجه نحو نقطة تحول خطيرة، وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في وقت سابق الشهر الماضي، من أن العالم أدرك عصر الغليان بالفعل.

أكثر تنوع بيولوجي على الأرض

وتمتد حديقة ياسوني الوطنية على مساحة نحو مليون هكتار (ما يعادل 2.5 مليون فدان) عند نقطة التقاء الأمازون وجبال الأنديز وخط الاستواء. ومن المفترض أن هكتارًا واحدًا من أراضي الحديقة يحتوي على أنواع حيوانية أكثر من أوروبا بأكملها وأنواع الأشجار أكثر مما هو موجود في كل أمريكا الشمالية.

أكبر احتياطي نفط

ويستقر تحت المتنزه، أكبر احتياطي من النفط الخام في الإكوادور. وأثمرت عملية حفر، تنفذها شركة النفط الحكومية الإكوادورية منذ 2016 لما مساحته أقل من واحد على عشرة في المئة من مساحة الحديقة الوطنية، عن إنتاج أكثر من 55 ألف برميل نفط يوميًا، ما يعادل نحو نسبة 12% من إنتاج النفط في الإكوادور.

آثار سلبية على الاقتصاد

الأمر لم يكن يسيرًا لبلوغ رغبة الشعب صناديق الاقتراع، إذ حذر بعض السياسيين، على رأسهم وزير الطاقة في البلاد، فرناندو سانتوس، بأن حظر التنقيب عن النفط سيكون له آثار سلبية على اقتصاد الإكوادور، ونفى أي أضرار بيئية قد تقع على الحديقة من الحفر.

وقال سانتوس في تصريحات صحفية في يونيو الماضي: "قد يتسبب ذلك في أضرار جسيمة للبلاد"، وقدر خسائر البلاد جراء القرار بنحو 1.2 مليار دولار من العائدات.

لكن الجماعات البيئية والسكان الأصليين، دفعت بأن الأنشطة الاقتصادية الأخرى مثل السياحة البيئية يمكن أن تساعد في سد هذه الفجوة، مقابل حماية الأمازون.

ضربة لصناعة النفط أم عبء مالي تتحمله الإكوادور

وعدت منظمة أمازون "فرونتلاينز" غير الربحية، أن شعب الأكوادور وجّه ضربة قوية لصناعة النفط، وأظهر للعالم كيف يبدو العمل المناخي على مستوى القاعدة الشعبية.

وقال ميتش أندرسون، المدير التنفيذي للمنظمة في بيان له: "في ضربة واحدة، وجّه الشعب الإكوادوري ضربة قوية لصناعة النفط، وقام بحماية واحدة من أكثر الغابات تنوعًا بيولوجيًا في منطقة الأمازون، وأظهر العالم كيف يبدو فعل المناخ على مستوى القاعدة الشعبي"، وفق ما نقلت شبكة سي إن إن الأمريكية.

بالمقابل، يمثل القرار "عبئًا ماليًا هائلًا" على الإكوادور يصعب تعويضه على المدى القصير، في تقدير فيرناندو إل بينالكازار، مستشار أول إحدى الشركات العاملة في مجال الصناعة الاستخراجية ، قال لشبكة سي إن إن الأمريكية إن الإكوادوريين صوّتوا لحظر التنقيب "دون فهم الآثار المترتبة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الإكوادور".