لأول مرة منذ 14 عامًا اجتمع قادة ثماني دول في منطقة الأمازون، لبحث خطر التغير المناخي، الناجم عن إزالة الغابات المطيرة، وهو ما دفعهم للمطالبة بمساعدة دول الغرب في إيقاف مثل هذه الإجراءات، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
وفي اجتماع البرازيل، كانت الغابات المطيرة، محور الحديث مع قادة دول كل من: "الإكوادور، سورينام، فنزويلا، البرازيل، بوليفيا، وكولومبيا"، الذي اتفقوا على تحميل الدول الصناعية مسؤولية إزالة الغابات المطيرة المتسببة في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وحاولت بلدان منطقة الأمازون تحديد مسار مشترك لمكافحة تغير المناخ، والتزمت البرازيل وكولومبيا فقط بإنهاء إزالة الغابات تمامًا بحلول عام 2030.
وفي مؤتمر حول حماية الغابات المطيرة في "بيليم" بالبرازيل، أكد الرئيس البوليفي لويس آرس، أن الدول الصناعية مسؤولة عن معظم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وذهب الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، إلى أبعد من ذلك عندما طالب من الدول الغنية شطب الديون الخارجية لدول الأمازون مقابل العمل المناخي.
وتجمع غابات الأمازون المطيرة كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحتباس الحراري وهي ضعف حجم الهند، وثلثي مساحتها في البرازيل ويمتد الباقي إلى أجزاء كل من كولومبيا، بيرو، فنزويلا، بوليفيا، سورينام، والإكوادور.
وقال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، إنه يأمل أن يمنح الاجتماع حياة جديدة لمنظمة التعاون في منطقة الأمازون "OTCA"، مؤكدًا أن تحديات عصرنا والفرص التي تطرح نفسها تتطلب عملًا مشتركًا واستئناف التعاون أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
وعلى الرغم من نشأة منظمة "OTCA" منذ 45 عامًا، بهدف تعزيز التنمية المستدامة لحوض الأمازون، إلا أن تلك القمة هي الرابعة فقط، والثانية التي يستضيف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، القمة خلال فترة ولايته الأولى في عام 2009، حضرها زعيم واحد فقط وهو بهارات جاغديو من غيانا.
وتسبب إنتاج النفط في منطقة الأمازون، في خلاف بين قادة الدول الثمانية، بين دعاوى ترمي الخصوص إلى فرض حظر على إنتاج النفط في منطقة الأمازون، بينما ترغب إحدى الشركات البرازيلية المملوكة للدولة التنقيب عن النفط بالقرب من مصب نهر الأمازون.
وفي وقت سابق تعهدت الحكومة الألمانية بتقديم 200 مليون يورو للبرازيل لحماية الغابات، في إطار التعاون الاقتصادي بين ألمانيا والبرازيل، بالإضافة إلى حماية المناخ والتوسع في الطاقات المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وتوصف غابات الأمازون، بأنها "الرئة الخضراء للأرض"، إذ إن بها أكبر تنوع بيولوجي في العالم، وهي أكبر غابات مطيرة في العالم، وهي موطن لمخلوقات أكثر من أي نظام بيئي على الأرض، وتوفر غابات الأمازون المطيرة كميات هائلة من المياه، ليس للبرازيل وحدها، وإنما لأمريكا الجنوبية بأكملها، إذ يُمكن لشجرة يبلغ قطرها 10 أمتار، توفير أكثر من 300 لتر من المياه يوميًا، في صورة بخار تطلقه في الهواء الجوي، بحسب أبحاث معهد الأبحاث الحكومي "INPA".