مع تعثر هجومها المضاد، دفعت أوكرانيا بمقاتلي لواء" أزوف" إلى ساحة المعركة لأول مرة بعد إعادة بنائه، منذ سقوطه أمام القوات الروسية، خلال الدفاع عن ماريوبول العام الماضي.
ووفقًا لوكالة الأنباء الألمانية، بحسب بيان صدر الخميس الماضى، قال الكولونيل ميكولا أورشالوفيتش، المسؤول عن التخطيط لعمليات الحرس الوطني الأوكراني، إن "لواء أزوف تعافى وعاد لتنفيذ مهام قتالية".
وأضاف أن اللواء الخاص الأسطوري بدأ عمليات القتال في منطقة غابة سيريبريانكا.
وتقع سيريبريانكا في منطقة لوهانسك شرق البلاد، ويضم لواء أزوف وحدة مدفعية، وفقًا للبيان.
سقوط أزوف أمام الروس
ولطالما خدمت كتيبة أزوف، التي شكلها متطرفون يمينيون في 2014، الدعاية الروسية بوصفها نموذجًا "للحكم النازي" المزعوم في أوكرانيا.
وخلال القتال حول مدينة "ماريوبول" الساحلية، العام الماضي، تمت محاصرة كتيبة أزوف السابقة وأسر الروس الناجين منهم، وتمت مبادلة معظم الجرحى بأسرى روس لاحقًا.
وفى شهر يوليو الماضي، عاد إلى أوكرانيا عدة ضباط بلواء أزوف، كانت روسيا سلمتهم إلى تركيا، بعد زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتركيا.
وبحسب الاتفاق الأصلي، كان من المقرر أن يظلوا في تركيا حتى نهاية الحرب. وانتقدت روسيا عودة المقاتلين إلى أوكرانيا بوصفها انتهاكًا للاتفاق.
وفى ذلك الحين، تعهد مقاتلو أزوف بالعودة إلى ساحة القتال، لكن عودة اللواء إلى جبهة القتال، جاءت مع تعثر الهجوم المضاد الذي بدأته القوات الأوكرانية قبل شهرين، وتفيد تقارير بأن كييف تعاني من خسائر ثقيلة أمام الدفاعات الروسية التي فاقت قوتها التوقعات، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.
نشأة مقاتلي أزوف
وتجدر الإشارة إلى أن نشأت كتيبة "أزوف" عام 2014 من ميليشيا متطوعة في مدينة بيرديانسك، لدعم الجيش الأوكراني في قتاله ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرقي أوكرانيا.
بعض المتطوعين كانوا جزءًا مما يسمى بـ"القطاع اليميني" وهو عبارة عن مجموعة أوكرانية يمينية متطرفة لكنها نشطة، وهذه المجموعة تنتمي في الأصل لشرق أوكرانيا من الناطقين بالروسية المنادين بوحدة الشعوب السلافية الشرقية أي الروس والبيلاروس والأوكرانيين.
وبعض هؤلاء ينحدرون من مشاغبي الملاعب "ألتراس"، وآخرون كانوا نشطين ضمن المجموعات القومية المتشددة.
أسطورة أزوف
كتيبة أزوف التابعة للحرس الوطني الأوكراني، قاتلت ودافعت بشراسة عن مدينة ماريوبول الأوكرانية الساحلية، العام الماضي، بحسب الصحف الأوكرانية، إذ ادعت أنها دمرت خلال يوم واحد ثلاث عربات روسية عسكرية مدرعة وأربع ناقلات جند مدرعة و"أبادت الكثير من جنود المشاة" الروس، كما نشرت صورة رجل ميت باللباس العسكري، ادعت أنه لجنرال روسي قتله، لكن من الصعب التحقق من صحة هذه الادعاءات.