تستعر حرائق الغابات من كندا مرورًا بإسبانيا وصولًا إلى الولايات المتحدة، في مؤشر حي على تأثيرات التغير المناخي، الذي خلف حرائق تعد الأشرس منذ سنوات، لتحصد الأرواح والأراضي والممتلكات.
في جزر الكناري، اتسعت رقعة حرائق الغابات، وامتدت لنحو 5 آلاف هكتار في جزيرة تينيريفي الإسبانية، وبحسب رئيس الحكومة فرناندو كلافيخو، اليوم السبت، أثر الحريق على 10 بلديات بمحيط 50 كيلو مترًا.
وبحسب رئيس الحكومة لم تتم السيطرة على الحريق حتى الآن، وقالت السلطات إنه يعد الأكبر منذ 40 عامًا، وأثر على بلديات أرافو وكانديلاريا والروساريو ولا أوروتافا وسانتا أورسولا ولا فيكتوريا والسوزال وتاكورونتيه.
وأجلت السلطات نحو 8 آلاف شخص من جزيرة تينيريفي جرّاء الحريق الممتد، في ظل تأكيد رئيس الحكومة أن النيران تواصل الانتشار ولا يمكن السيطرة عليها، بسبب التضاريق والطقس والدخان، بحسب "روسيا اليوم".
حرائق هاواي
توقعت مصادر أمريكية ارتفاع عدد ضحايا حرائق جزر هاواي، التي خلفت أكثر من 114 قتيلًا حتى الآن، في ظل استمرار فقدان نحو 1300 شخص جرّاء الحريق الذي وصف بـ"التاريخي"، بحسب "فوكس ويزر".
وأشارت المصادر إلى أنه من المتوقع ارتفاع عدد القتلى مع استمرار جهود البحث في المناطق المتضررة، مشيرة إلى انخفاض عدد المفقودين من 2000 إلى 1300، بعد استعادة خدمة الهاتف المحمول في أجزاء من الولاية.
ووصف فرانك تايلور من فرق البحث والإنقاذ التابعة لوكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، بأن هذه أسوأ كارثة رآها على الإطلاق.
وأمر الرئيس جو بايدن بتخصيص مساعدات اتحادية إضافية لجزيرة هاواي، لإزالة الأنقاض وإجراء الحماية العاجلة.
قبل الكارثة كان عدد سكان مدينة لاهاينا المنكوبة 12 ألف نسمة، ويعد البحث عن الجثث فيها عملية شاقة، لا سيما بعد أن دمرت الحرائق أكثر من ألفي مبنى والعديد من المنازل.
وأعلن بايدن الحرائق في هاواي "كارثة كبرى"، الأمر الذي سمح باستخدام الأموال الفيدرالية لتقديم المساعدات، لكن طريقة التعامل مع الكارثة أثارت الجدل وفُتح تحقيق في إدارة الأزمة.
وأظهرت مقاطع فيديو منشورة، الرعب الذي عاشه السكان، بمنطقة لاهايا، التي شهدت حرائق تعتبر الأكثر فتكًا في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن، أسفرت عن تدمير مدينة لاهايا التارخية. إذ هرب السكان قفزًا في المحيط، هربًا من النيران، بحسب "سي إن إن".
وفي كندا شب نحو 240 حريق غابات بكندا في أنحاء بالأقاليم الشمالية الغربية للبلاد، وأعلن المسؤولون هناك حالة الطوارئ، وحولت ألسنة اللهب السماء للون الأحمر.
وقال جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، إنه تم استدعاء الجيش للمساعدة، فيما يُعتبر أسوء موسم لحرائق الغابات في تاريخ كندا المسجل.
وأُعلنت حالة الطوارئ في مقاطعة بريتش كولومبيا، في وقت يكافح فيه رجال الإطفاء لإخماد الحرائق التي اندلعت في التلال والجبال فوق بلدة ويست كيلونا، ما أدى إلى إجلاء آلاف الأشخاص.
وقال ديفيد إيبي، رئيس وزراء المقاطعة، إنهم يواجهون أسوأ موسم حرائق غابات في تاريخ كندا، وإن الوضع الذي وصلت إليه الحرائق غير مسبوق، وتطور وتدهور بسرعة كبيرة، مضيفًا: "لا يمكن التكهن بالوضع في الوقت الحاضر وتنتظرنا أيامًا صعبة".
وأرغمت الحرائق العنيفة المشتعلة في كندا السلطات على إخلاء مدينة يلونايف بعد أن طلب أكثر من 20 ألف شخص الخروج من منازلهم، وتم إنشاء جسر جوي، وانتظر السكان ساعات للصعود على متن الرحلات.