فشل الهجوم الأوكراني المُضاد في تحقيق هدفه الرئيسي، في قطع الجسر البري الروسي إلى القرم هذا العام، وفقًا لتقييم استخباراتي أمريكي تم تقديمه لأعضاء الكونجرس.
وبدلًا من ذلك، من المُتوقع أن يتوقف الهجوم الأوكراني قبل الوصول إلى مدينة ميليتوبول الرئيسية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، ونقلت عن مسؤولين مطلعين مجهولين.
ويُمكن أن يؤدي هذا التقييم المذكور، الذي لم يتسن التحقق منه على الفور من قبل صحيفة "تليجراف"، إلى اتهامات مُتبادلة بين أعضاء التحالف المؤيد لأوكرانيا بشأن تباطؤ تقدم الهجوم.
بدأت أوكرانيا هجومًا مضادًا مخططًا له في يونيو، وكان الهدف الرئيسي منه الوصول إلى بحر آزوف، وقطع الجسر البري الروسي إلى شبه جزيرة القرم.
الهجوم المُضاد ومقاومة روسية شرسة
وكانت أوكرانيا وحلفاؤها يأملون أن تساعدهم المعدات الغربية الجديدة التي تم توريدها مثل الدبابات "ليوبارد"، ومركبات القتال "برادلي" على تحقيق اختراق، إلا أن هذا الهجوم صادف مقاومة روسية أقوى من المتوقع على الفور، وواجه صعوبة في تحقيق تقدم.
وقال المحللون إنه في محاولة لتقليل الخسائر، قامت أوكرانيا الآن بالعودة إلى استراتيجية الهجمات والضربات الصغيرة على خطوط الإمداد التي أدت في النهاية إلى النجاح في منطقة خيرسون الجنوبية العام الماضي، بحسب ما أشارت صحيفة التليجراف البريطانية.
وتُعتبر ميليتوبول، التي تبعد حوالي 50 ميلًا جنوب الجبهة الحالية، "بوابة" القرم وتقع على طول طريقين وخط سكك حديدية تسيطر على الوصول إلى شبه الجزيرة.
وللوصول إليها، يتعين على الأوكرانيين اختراق ثلاث طبقات من الخطوط الدفاعية المدعمة وحقول الألغام، وتجاوز أو السيطرة عدة بلدات وقرى محصَّنة بقوة على طول الطريق.
وفي الجانب العلني، يسعى المسؤولون الأوكرانيون والغربيون عمومًا إلى التقليل من التوترات بشأن تقدم القتال.
وقال دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، يوم الخميس، إن أوكرانيا لا تشعر بضغوط من الحلفاء الغربيين لتحقيق نتائج أسرع.
اتهامات مُتبادلة
وقال فلاديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، في يوليو، إن العملية كانت مخططة في الأصل لفصل الربيع، وتأجلت لأشهر بسبب نقص في أنظمة الأسلحة والذخيرة، مُشيرًا إن هذا التأخير أعطى الروس الوقت للحفر وزراعة حقول الألغام.
واتهمت أطراف أخرى الحكومات الغربية بالنفاق؛ لأنها تتوقع من أوكرانيا تحقيق اختراق على غرار العمليات العسكرية في حلف الناتو دون تفوق جوي أو صواريخ دقيقة المدى لضرب خطوط الإمداد، وهي متطلبات دنيا لأي عملية مماثلة في حلف الناتو.
ونفى مسؤولون أمريكيون وغربيون أن القرارات بشأن إمدادات الأسلحة قد عرقلت الهجوم.
وقال مسؤول كبير في إدارة جو بايدن لصحيفة "واشنطن بوست" إن المسألة الرئيسية لا تزال هي اختراق الخطوط الدفاعية الروسية، وأنه لا توجد "أدلة" على أن مقاتلات F-16 أو أنظمة صواريخ ذات مدى أطول مثل ATACMS ستكون "علاجًا سحريًا" لهذه المشكلة.
وفي وقت متأخر من الشهر الماضي، ألقى تقرير استخباراتي عسكري ألماني اللوم على تباطؤ التقدم على الجنرالات الأوكرانيين، الذين قسموا اللواءات المدربة غربيًا إلى وحدات صغيرة لاستهداف القوات الروسية، مما يبطل مزايا القوة والقدرة النارية.
مقاتلات F-16 لأوكرانيا
أكدت الولايات المتحدة رسميًا يوم الجمعة، للدنمارك وهولندا، أنها ستمنح الإذن بتصدير طائرات F-16إلى أوكرانيا عند اكتمال التدريب، لكن من غير المتوقع أن يكون ذلك حتى أوائل العام المقبل، فيما رفضت حتى الآن واشنطن الطلبات الأوكرانية للحصول على صواريخ ATACMSالدقيقة.