أكد رئيس فرنسا الأسبق نيكولاي ساركوزي، أنه لم يعد متاحًا للاتحاد الأوروبي التشبث بفكرة "شن حروب دون الانغماس فيها"، وضرورة اتباع الدبلوماسية وليس اللهاث وراء مصالح الولايات المتحدة.
ولفت ساركوزي في مقابلة مع صحيفة "لوفيجارو"، إلى أن مصالح واشنطن هنا تتجسد في إطالة أمد النزاع في أوكرانيا، مبينًا أنه "من الضروري التحلي بالشجاعة والخروج من هذا المأزق، لأن مصالح أوروبا في هذا الصدد لا تتوافق مع مصالح الأمريكيين. ولا يمكننا التمسك بالفكرة الغريبة القائمة على شن حرب دون الدخول فيها"، بحسب "روسيا اليوم".
وأضاف الرئيس الفرنسي الأسبق: "يجب علينا توضيح استراتيجيتنا، وخاصة في حال استمر النزاع. وتبقى الدبلوماسية والنقاشات والمفاوضات هي السبيل الوحيد لإيجاد حل مقبول".
وأردف قائلا: "لا شيء مُمكن بدون الحلول الوسط، ونحن نواجه خطر تدهور الوضع في أي لحظة.. إن ذر الرماد في العيون يمكن أن يكون له عواقب مريبة مشكوك فيها".
كما نوّه ساركوزي إلى أن لديه "خلافات عميقة" مع بوتين، ولكن في ذات الوقت "هناك ضرورة لإيجاد سبل للحوار".
وأردف قائلا: "الروس سلافيون، إنهم مختلفون عنا. وكانت المفاوضات دائما صعبة معهم، وكان هناك العديد من سوء الفهم في مسار تاريخنا المشترك. لكن وعلى الرغم من هذا، فإننا نحتاج إلى الروس، وهم أيضًا بحاجة إلينا ... من الضروري المضي قدمًا وإيجاد سبل للخروج. إن روسيا جارة لأوروبا وستبقى كذلك".
وذكر أن القرم كانت وستبقى أرضًا روسية، مشيرًا إلى أن الحديث عن عودتها إلى قوام أوكرانيا مجرد وهم.
كما قال "عندما يكون الحديث عن القرم، الذي كان ضمن مكوّن الأراضي الروسية حتى عام 1954 وحيث لا يزال غالبية السكان هناك يعتبرون أنفسهم روسا، أعتقد أن أي حديث عن العودة هو مجرد وهم".
وفي الوقت نفسه، أعرب ساركوزي عن رأيه بإجراء استفتاء تحت إشراف المجتمع الدولي كأمر ضروري "لتأكيد الوضع الراهن".
كما أعرب الرئيس الفرنسي الأسبق عن فكرة إجراء انتخابات مماثلة في المناطق الجديدة من روسيا من أجل طي ملف إعادة هذه الأراضي إلى أوكرانيا بشكل نهائي وشفاف في حال لم ترغب أوكرانيا بتجميد النزاع.