الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ابتزاز العملاء.. "البقشيش الإجباري" يفسد أجواء مطاعم الريفييرا

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في عالم الضيافة، كانت فرنسا دائمًا مرادفًا للتميز والفخامة، علاوة على أن مأكولاتها الرفيعة وخدماتها المتفردة جعلتها واحدة من وجهات الطهي الرائدة في العالم، ومع توسع التوقعات الحديثة للسياح والعملاء، بدأت بعض المطاعم الفرنسية الراقية على سواحل الريفييرا تعتمد أساليب جديدة قد تثير الجدل حول الأخلاقيات والمعايير المهنية المُعتادة، وفي الوقت الذي يشهد فيه السياح والزبائن تطلعات متزايدة، طوّر بعض أصحاب المطاعم في الريفييرا الفرنسية أساليب جديدة للتعامل مع زبائنهم بشكلٍ مختلفٍ، والتي تتضمن اختيار العملاء حسب قدرتهم على الإنفاق.

وأثارت هذه الخطوات ردود فعل مُتباينة وجدلًا، حيث أعرب البعض عن قلقهم من هذه الممارسات التي قد تتعارض مع قيم تكافؤ الفرص وحرية الاختيار، إضافة إلى ذلك، فإن تلك السلوكيات قد تؤثر على سمعة البلدة وتقلص من تدفق الزبائن والسياح، مما يهدد اقتصاد المنطقة بشكلٍ غير مباشر.

المطاعم تحارب العملاء البخلاء

وأفاد تقرير لصحيفة "فار ماتان" الفرنسية، بأن العاملين في المطاعم الفاخرة على طول ساحل الريفييرا الفرنسي، بدأوا في تجميع قوائم بما يسمى بـ"قواعد البقشيش" من قبل العملاء المعتادين، وحسب التقارير، فإن العملاء البخلاء، ومعظمهم من البريطانيين، يتعرضون للمقاطعة والحظر ورفض تخصيص طاولات بعينها لهم، خاصة تلك الطاولات المُطلة على البحر، كما ذكر التقرير أن بعض المطاعم بدأت في تجميع ملفات عن العملاء المنتظمين "وفقًا لإمكانياتهم المالية وحجم إنفاقهم"، كما أنها تشترط حدود إنفاق معينة، وتمارس "البقشيش الإجباري"، وترفض تخصيص طاولات لمن سبق لهم وأظهروا أنهم منخفضو الإنفاق.

من تطوير الطهي إلى ابتزاز العملاء.. مطاعم الريفييرا الفرنسية تفرض "البقشيش الإجباري"

اجتماع مع العمدة

من جانبها، أكدت سيلفي سيري، عمدة المدينة، في تصريحات للصحفية أن بعض الممارسات حقيقية "للأسف"، ووصفت هذه الممارسات بأنها "غير قانونية" و"شبيهة بالابتزاز المنظم"، وطالبت باستدعاء كبار العاملين في قطاع الضيافة في منطقة سان تروبيه لعقد اجتماع، لمناقشة الحلول، إلا أن الاجتماع لن ينعقد إلا في منتصف سبتمبر، ما قد يعطي بعض أرباب المطاعم أربعة أسابيع إضافية لاستغلال عملائهم قبل المواجهة مع العمدة.

من جانبها، ترى الصحيفة أن هذا التصرف يعكس ما أسمته بـ"الازدراء التقليدي" لدى الفرنسيين تجاه الزبائن، نظرًا لدورهم الرائد في تطوير فن الطهي والمطابخ، كما أن الضغوط المتزايدة على قطاع المطاعم من قبل العملاء، والسياح خاصة، دفعت بعض المطاعم إلى اتخاذ إجراءات عملية لتجنب سلوكياتهم غير المقبولة، وبالتالي فهم يرون حقهم بفرض قواعدهم على العملاء، خاصة أن بعض السلوكيات الحديثة لا تتمشى وثقافتهم المُعتادة عن الطعام.

إغفال لتكافؤ الفرص

من الناحية الاقتصادية، يعتمد العديد من سكان سان تروبيه على قطاع السياحة والمطاعم، لذا فإن مثل هذه الممارسات غير اللائقة قد تُؤثر سلبًا على حركة السياحة وتدفق الزبائن، كما أنها تنال من سمعة البلدة بأكملها كوجهة سياحية مرموقة، ومن الناحية الاجتماعية، فتشير الصحيفة الفرنسية إلى إن اختيار العملاء على أساس مالي مخالف لمبادئ تكافؤ الفرص وحرية الاختيار، كما أن إجبار العملاء على ترك نسب محددة من البقشيش أو فرض مبالغ معينة كشرط للجلوس، يُعد ابتزازًا غير قانوني وغير أخلاقي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المفترض أن تكون عملية اختيار العملاء مبنية على أساس الطلب ورضاء الزبون، لا على أساس مقدار أمواله، كما أن فرض نسب معينة من البقشيش أو مبالغ محددة تُعتبر ضغطًا غير مبرر على العملاء، لذا فإن رد فعل العمدة ومحاولة وقف هذه الممارسات تعد ضرورية، للحفاظ على سمعة البلدة واستقطاب السياح وتوفير بيئة مريحة للعملاء، كون سان تروبيه، تعتمد اقتصاديًا على قطاع السياحة والخدمات.