تُعاني ولاية فلوريدا الأمريكية من نقص حاد في أعداد المعلمين، إذ يوجد نحو 7000 وظيفة شاغرة في جميع أنحاء الولاية مع عودة الطلاب إلى المدارس بعد العطلة الصيفية، وبحسب تقرير نشرته مجلة "نيوزويك"، كان هناك 5294 وظيفة معلم شاغرة في فلوريدا يناير الماضي، وفقًا لعدد الوظائف الشاغرة المنشورة على موقع جمعية معلمي الولاية، في حين بلغ عدد الوظائف الشاغرة للموظفين المساندين 4631 وظيفة شاغرة.
وأشار أندرو سبار، رئيس جمعية التعليم في فلوريدا، لمجلة "نيوزويك"، إنه كان «أسوأ نقص في المعلمين والموظفين شهدناه في ولاية فلوريدا».
ارتفاع بنسبة 25% في غضون 6 أشهر
تزايد عدد الوظائف الشاغرة بصورة ملحوظة بنسبة 25% في غضون 6 أشهر، إذ تم الإعلان عن 6920 وظيفة شاغرة للمعلمين اعتبارًا من 7 أغسطس، و5072 وظيفة أخرى لمعلم مساعد، وفقًا لآخر إحصاء لجمعية معلمي فلوريدا، مع استئناف معظم الطلاب في الولاية الدراسة يوم 10 أغسطس الماضي، وقال رئيس جمعية معلمي فلوريدا أندرو سبار، في بيان "إن الكثير من الأطفال في فلوريدا لن يحظوا باليوم الأول للمدرسة الذي يستحقونه".
وتلقى جمعية معلمي فلوريدا باللوم على السياسات التعليمية لحاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، في العدد الكبير من الوظائف الشاغرة، إذ سعى المرشح، الذي تظهر استطلاعات الرأي أنه ما زال يتخلف عن الرئيس الأسبق دونالد ترامب في سباق الترشيح الجمهوري للرئاسة، بقوة إلى تطبيق أجندة محافظة لاستهداف ما يسميه التلقين الليبرالي في المدارس، ووقع ديسانتيس العام الماضي على تشريعات بشأن عدد من قضايا التعليم، بما في ذلك ما أسماه قانون Stop WOKE الذي يحد من كيفية تدريس العرق في الفصول الدراسية، فيما وقع في وقت سابق من هذا العام توسيع لما يسميه النقاد قانون "لا تقل مثلي الجنس"، باستثناء تعليم الفصول الدراسية حول التوجه الجنسي والهوية الجنسية في جميع الدرجات.
وأخيرًا، تمت إدانة موافقة مجلس التعليم في فلوريدا على منهج تاريخ ذوي البشرة السمراء المنقح لتطبيق التشريع الذي وقعه ديسانتيس، بسبب طلبه تعليم طلاب المدارس المتوسطة عن كيفية تطوير العبيد، إذ اشترط هذا المنهج تدريس طلاب المدارس المتوسطة عن كيفية أن العبيد اكتسبوا مهارات معينة أثناء فترة الرق "يمكن تطبيقها في بعض الأحيان لمصلحتهم الشخصية"، وهو ما أثار انتقادات لتخفيفه من شأن معاناة العبيد والتركيز على "مكاسبهم الشخصية"
ديسانتيس يدافع عن سياساته التعليمية
وكان براين جريفين، المتحدث باسم ديسانتيس، أخبر "نيوزويك" سابقًا أن الوظائف الشاغرة تمثل فقط جزءًا ضئيلًا من معلمي فلوريدا، وقال في أبريل: "يوجد في فلوريدا 185 ألف معلم، فيما تمثل الوظائف الشاغرة في الولاية نحو 2.4% من الوظائف التدريسية، أي ما يقرب من 1.2 وظيفة شاغرة لكل مدرسة في المتوسط، وهذا لا يعكس صعوبة في التعيين والاحتفاظ بالمعلمين".
وذكر "سبار" والمعلمون الذين تحدثوا إلى مجلة نيوزويك أن انخفاض الأجور كان أيضًا عاملًا في العدد الكبير المعروض من الوظائف الشاغرة للمعلمين في فلوريدا، وتحتل فلوريدا المرتبة 48 في البلاد من حيث متوسط رواتب المعلمين، وفقًا لجمعية التعليم الوطنية، إذ إن متوسط الراتب هو 230.51 في حين أن متوسط الراتب الأولي للمعلمين في الولاية هو 45. 171 دولارًا.
المعلمون يدعون إلى زيادة الأجور
ومن جانبه صرح، براندت روبنسون، وهو معلم في مدرسة دونيدن الثانوية، للمجلة الأمريكية: "ما يدركه الكثير من المعلمين هو عندما تتكيف مع التضخم، وتتكيف مع زيادة تكلفة المعيشة، فإننا لا نجني أكثر مما فعلناه عندما بدأت مسيرتي المهنية في عام 1998".