منذ أن أسقطت الولايات المتحدة الأمريكية منطادًا صينيًا في 4 فبراير الجاري، بواسطة طائرة F-22 Raptor بصاروخ Sidewinder قبالة ساحل ساوث كارولينا، وبررت ذلك بأن المنطاد الصيني كان يستخدم لأغراض التجسس، بينما أصرت الصين على أنه منطاد مدني لأغراض الطقس، تبادلت "واشنطن" و"بكين" اتهامات التجسس على دول العالم المُختلفة.
وأكدت الخارجية الصينية أنه حينما يتعلق الأمر بالمراقبة، فإنه من الضروري الإشارة إلى أن الولايات المتحدة هي الدولة الأولى للمراقبة في العالم، حسبما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين في مؤتمر صحفي.
وجاءت تصريحات الخارجية الصينية، ردًا على ما قالته الخارجية الأمريكية في 9 فبراير بأن المنطاد الصيني جزء من برنامج تجسس عالمي، أرسلته بكين إلى أكثر من 40 دولة، مُؤكدةً أن الشركة المصنعة للمنطاد مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالجيش الصيني.
وقالت وسائل الإعلام الصينية إن بعض الساسة الأمريكيين والإعلام الأمريكي استغلوا حادثة تحليق "منطاد صيني مدني غير مأهول وغير ضار على الإطلاق" كحيلة لتوجيه الانتقادات إلى الصين، وأكدت أن "حيلة اتهام الصين بتحليق منطاد للمراقبة فوق الولايات المتحدة جعلت هجومهم على الصين بغرض تشويه السمعة غير لائق وسخيفًا، لأنه ليس سرًا أن الولايات المتحدة نفسها هي أكبر قوة تجسس في العالم بامتلاكها أكبر شبكة استخبارات في العالم"، بحسب "شبينخوا" الصينية.
وأضافت وسائل الإعلام الصينية أن الولايات المتحدة، التي يمكن وصفها بـ"إمبراطورية المراقبة"، تنخرط منذ عقود في عمليات تجسس عشوائية على الحكومات والشركات الأجنبية والأفراد الأجانب، وكذلك مواطنيها.
عقوبات أمريكية على شركات صينية
يُذكر أن الولايات المتحدة أدرجت الأسبوع الماضي، ستة كيانات صينية إلى قائمة سوداء، قالت إنها مرتبطة ببرامج بكين الجوية، وذلك ردًا على تحليق المنطاد الصيني بالمجال الجوي لأمريكا. وجاءت القيود الاقتصادية على الكيانات الصينية في أعقاب تعهد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالنظر في بذل جهود أوسع لمعالجة أنشطة المراقبة الصينية، ومن المنتظر أن يجعل إدراج الكيانات الستة (خمس شركات ومركز أبحاث) من الصعب عليها الحصول على صادرات التكنولوجيا الأمريكية، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وأنفقت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" منذ عام 1997 مليارات الدولارات؛ من أجل تطوير مناطيد مراقبة تحلق على ارتفاعات عالية، ونقلت سرًا مشروعات تصنيع المناطيد إلى الخدمات العسكرية في عام 2022، ووفقًا لما أوردته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، مُؤكدةً أن تلك المناطيد يمكن استخدامها لتتبع صواريخ كروز الاستراتيجية الفرط صوتية التي تطورها الصين وروسيا.
أمريكا تتجسس على العالم
واستشهدت وسائل الإعلام الصينية على اتهاماتها لأمريكا بالتجسس على العالم بما ذكرته هيئة الإذاعة والتليفزيون الدنماركية "دي آر" في مايو 2021 أن جهاز استخبارات الدفاع الدنماركي، قد منح وكالة الأمن القومي الأمريكية إمكانية الوصول المفتوح للإنترنت بغرض التجسس على كبار السياسيين في الدول، بمن فيهم المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل.
وأشار تقرير الهيئة إلى أن الوكالة الأمريكية حصلت على البيانات عن قصد، وبالتالي تمكنت من التجسس على رؤساء الدول المستهدفين، وكذلك قادة الدول الإسكندنافية وكبار الساسة والمسؤولين رفيعي المستوى في ألمانيا والسويد والنرويج وفرنسا، ما تسبب في صدمة وغضب عالميين.
وأوضحت أيضًا أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال في مايو 2021 إن هذا "غير مقبول بين الحلفاء، ناهيك عن الحلفاء والشركاء الأوروبيين"، وقالت "ميركل" إنها "لا يمكنها إلا الموافقة" على تصريحات "ماكرون".
وكذلك أشارت وسائل الإعلام الصينية إلى أنه في عام 2013، كشف المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي، إدوارد سنودن، عن أن واشنطن كانت تتجسس على رسائل البريد الإلكتروني، والهواتف المحمولة التي تخص نحو 35 من قادة العالم.