بعد نحو أسبوعين، من الإطاحة بالرئيس النيجري محمد بازوم، خرج ريسا آغ بولا، وهو الزعيم السابق للمتمردين الطوارق في النيجر، ليعلن عن إنشاء "مجلس المقاومة من أجل الجمهورية"، بهدف إعادة بازوم إلى منصبه واستعادة النظام الدستوري، ودعا إلى اعتقال رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تشياني.
وندد السياسي المنحدر من الطوارق، بممارسات أعضاء المجلس العسكري، واستدعاء المرتزقة ومجرمي الحرب، قاصدًا مجموعة "فاجنر" الروسية.
فمن هم الطوارق ومن هو ريسا آغ بولا؟
الطوارق أو "الشعب الأزرق"، من الأمازيغ "البربر"، وهم شعب رُحّل يقطنون مساحة شاسعة من الصحراء الإفريقية، التي تمتد من موريتانيا إلى تشاد، وتشمل "الجزائر وليبيا والنيجر وبوركينا فاسو ومالي".
وجاء إطلاق مصطلح "الشعب الأزرق" على الطوارق، لأن جلودهم تُصبغ بالصبغة الزرقاء للباس التقليدي الذي يرتدونه، وهم شعب كالبدو، اعتادوا الترحال بقوافلهم في سائر مناطق الصحراء الإفريقية، ودول الساحل الإفريقي، دون اكتراث للحدود بين هذه الدول، بحسب "بي بي سي".
وكان الطوارق، من أهم مستخدمي الإبل في التجارة عبر الصحراء، وكانوا ينقلون البضائع مثل الملح والذهب عبرها، حتى تحولت طريق التجارة للمحيط الأطلنطي.
وتاريخيًا، يُعرف الطوارق بأنهم شعب مقاتل، يحملون معهم السيوف والخناجر والرماح في ترحالهم، وفي وقت سابق، انتفضوا ضد حكومات مالي وتشاد والنيجر وغيرها، بسبب التهميش الذي يُمارس بحقهم، وطالبوا بحصة أكبر من عوائد بيع المعادن الثمنية.
من هو ريسا آغ بولا؟
وريسا آغ بولا، ولد في عام 1957، في بلدة تشيروزرين المعروفة بنشاط التعدين في قلب الصحراء الواقعة على بعد ألف كلم شمال شرق العاصمة نيامي، ودخل في التسعينات من القرن الماضي العمل المسلح ضد السلطة المركزية في النيجر التي اتهمها الطوارق بالعنف والتمييز ضد "الرجال الزرق" وأيضًا بسوء إدارة المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين في شمال البلاد، حتى انتهت تلك الانتفاضة مع التوصل إلى اتفاقات سلام في عامي 1995 و1997.
وبعد التوصل إلى اتفاقات سلام بين السلطة المركزية في النيجر والطوارق، بدأ فصل جديد في مشوار ريسا آغ بولا، وأصبح وزيرًا للسياحة والصناعات الحرفية، وظل كما هو عاشق للصحراء لا يتخلى عن اللثام الأزرق للطوارق، وكثيرًا ما حاول الترويج للسياحة والرحلات السياحية للأوروبيين.
وظل ريسا آغ بولا، في منصبة، منذ ديسمبر 1997، وشغله نحو 7 سنوات، كانت كفيلة بتسجيل اسمه في المشهد السياسي للنيجر، لكن مع دخول عام 2004 تراكمت المشكلات القانونية على ريسا آغ بولا، خاصة بعد اتهامه بالتواطؤ في اغتيال مسؤول محلي من الحزب الحاكم، هو آدم أمانجي، بحسب "فرانس 24".
وفي 14 يوليو 2008، حكم على ريسا آغ بولا بالإعدام، ووقتها كان في المنفى بفرنسا، وعندها أنشأ جبهة قوى الإصلاح (FFR)، المنشقة عن حركة النيجيريين من أجل العدالة (MNJ).
وعاد "بولا"، إلى نيامي، بعد الإطاحة بالرئيس مامادو تانجا في فبراير 2010، وبعد عودته لاحقته العدالة في قضية اغتيال آدم أمانجي، وتم توقيفه، وبعدها قرر القضاء وقف المتابعة بحقه في ديسمبر من العام نفسه.
وبعد تبرئته بشكل نهائي، عاد إلى نشاطه السياسي في مسقط رأسه، واُنتخب مستشارًا إقليميًا لأغاديس ثم مستشارًا للمسائل الأمنية لرئيس الجمهورية السابق محمد إيسوفو، وهو المنصب الذي احتفظ به أيضًا خلال ولاية محمد بازوم.
وأعلن ريسا آغ بولا، تشكيل "مجلس المقاومة من أجل الجمهورية"، معلنًا أن الحركة ستمنح نفسها كل الوسائل الضرورية من أجل إعادة بازوم إلى مهامه، وبالتالي من المتوقع أن تتعاون مع "إيكواس"، حال التدخل العسكري في النيجر.