بينما يشترك سكان لاهينا بولاية هاواي الأمريكية، منذ يومين، في عمليات هروب مروع من حرائق الغابات المدمرة، التهمت النيران كنيسة وايولا التاريخية، التي احتفت لتوها بعيدها الـ200 قبل ثلاثة أشهر، لكن تعهدات مسؤولة أكدت العزم على إعادة بنائها من جديد.
وكانت الكنيسة التي يعود تاريخها إلى قرون من بين المنازل والمباني في جزيرة ماوي، التي اشتعلت فيها نيران غذتها الرياح العاتية من إعصار دورا، ولا تزال تنتشر حرائق عدة في جزيرتين، أتت على مدينة بالكامل ما أدى إلى إجلاء آلاف الأشخاص ونزول بعض السكان إلى البحر هربًا من النيران، وفق ما أفادت السلطات.
وقال مسؤولون بولاية هاواي إن 36 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب العشرات، ولحقت أضرار أو دمر بالكامل نحو 271 مبنى.
في تصريح وتقدير أولي لما أصاب الكنيسة من دمار، أكد جودي كينسر، أمين الصندوق ومدير المكتب في كنيسة وايولا أنها"دمرت". مضيفًا "لست متأكدًا مما إذا كان مبنى الكنيسة قد تلاشى".
روح تتجاوز الجدران
عندما بدأت كلمات وصور حرائق الغابات تنتشر في جميع أنحاء مدينة لاهاينا، الواقعة على ساحل ماوي الغربي، أكدت أنيلا روزا، وزيرة الكنيسة، تفاصيل الدمار الذي لحق بالكنيسة
قالت: "لقد اختفت القاعة الاجتماعية والملجأ والملحق، كل هذا". "إنه أمر لا يمكن تصوره على الإطلاق"، وفق ما نقلت "يو إس أيه توداي" الأمريكية.
رغم ذلك أكدت روزا أن روح الكنيسة تتجاوز أكثر من مجرد بناء، قائلة "يمكن استبدال المباني، على الرغم من أن كنيستنا لها الكثير من التاريخ، لكن تكمن قوتنا في شعبنا، الذي لا يقل أهمية إن لم يكن أكثر".
كنيسة العائلة المالكة في هاواي
وتتمتع كنيسة وايولا في ماوي بتاريخ غني، إذ تم إنشاؤها كأول كنيسة مسيحية في جزيرة ماوي من قبل رئيس الكنيسة المقدسة كيوبولاني في عام 1823. وأصبحت كنيسة العائلة المالكة في هاواي، عندما كانت لاهاينا عاصمة المملكة، وتم تصنيفها كمعالم تاريخية وطنية في عام 1962، وفق موقعها على الإنترنت.
وقالت الوزيرة إن مقبرة واين المجاورة للكنيسة هي أول مقبرة مسيحية في الولاية، وتعتبر موقعًا مقدسًا وغالبًا ما يزورها السياح.
وأضافت "عندما تدخل خذ نفسًا عميقًا وشاهد كل الأسماء على شواهد القبور، يمكنك حقًا أن تشعر بكل التاريخ الغني".
نهضت من تحت الرماد
والدمار الذي لحق بوايلا ليس الأول، إذ نهضت الكنيسة التاريخية من تحت الرماد أربع مرات على الأقل، وفق رصد وسائل إعلام أمريكية.
وفي عام 1858، دمرت الرياح القوية المعروفة باسم رياح كاواولا السقف والبرج، وتم ترميم الكنيسة وإعادة فتحها بعد عام من الحادث.
وفي عام 1894، دمرت نيران عرضية الكنيسة، عندما أقدم أحد العاملين على حرق قمامة في ساحتها الجانبية وأعيد بناء ما تضرر جراء الحادث حينها.
ومرة أخرى دُمرت الكنيسة بنيران نفايات عرضية، عام 1947، وأعيد بناؤها بعد عام. وتم تدميره مرة رابعة بواسطة رياح كاواولا في عام 1951، وأعيد بناؤها بعد أكثر من عامين، ووقتها تم تغيير اسمها من "واينه" وتعني نقل المياه إلى "وايولا" وتعني المياه الحية.
تعهد بإعادة بناء الكنيسة
وتعهدت وزيرة الكنيسة بإعادة بنائها من جديد للمرة الخامسة، وفق الرصد سابق الذكر، قالت روزا: "كنيسة وايولا انهارت الآن، لكن ذلك سيكون مؤقتًا".
وتأكيدًا على عزمها إعادة إعمار الكنيسة واستئنافها تقديم الخدمات، أضافت "حتى لو اضطررنا إلى استخدام الخيام المنبثقة فسنكون معًا'.