أعلن المجلس العسكري في النيجر حالة التأهب القصوى، اليوم الأربعاء، في أعقاب اتهامات وجهها لفرنسا بالضلوع في تنفيذ مخطط يستهدف زعزعة استقرار البلاد، استخدمت تشاد محطة لتنفيذه، مطالبًا الشعب بالالتفاف حول الجيش، تزامن ذلك مع الكشف عن رسائل للرئيس بازوم حول وضع غذائي صعب يعيشه في محبسه.
تأهب واتهام جديد لفرنسا
قال المجلس العسكري بالنيجر، والذي أطاح بالرئيس المنتخب قبل أسبوعين، ووضعه قيد الإقامة الجبرية وأسرته في قصر الرئاسي في العاصمة حتى اليوم، إن فرنسا الحليف القوي لبازوم، تنفذ بالوقت الراهن هجمات تستهدف زعزعة استقرار البلاد، في أول تدخل عسكري خارجي منذ الحراك ضد الديمقراطية في النيجر.
وذكر المجلس العسكري في بيان له إن" طائرة فرنسية أقلعت من تشاد قامت بقطع الاتصالات لساعات"، موضحًا أن الطائرة منفذة الهجوم أقلعت من العاصمة التشادية نجامينا.
ومنذ الأحد الماضي، أغلق المجلس العسكري في النيجر المجال الجوي ردًا على انتهاء مهلة أسبوع حددها له الإيكواس، دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، لإعادة الرئيس المنتخب بازوم للسلطة، وإلا سيلجأ التكتل لتدخل عسكري في البلاد.
أضاف بيان العسكريين في النيجر أن الجيش الفرنسي "هاجم موقعًا للحرس الوطني في منطقة ليبتاكو جورم وحرر 16 إرهابيًا مسجونًا بشكل منفرد".
ورئيس تشاد محمد إدريس ديبي، هو من قاد، قبل نحو أسبوع، جهود الإيكواس للتفاوض لإيجاد حل الأزمة في النيجر، حيث قام بزيارة لبازوم في محبسه، وأجرى مباحثات مع قادة المجلس العسكري، وفق ما أكد بيان لمكتبه الرئاسي.
ودون ذكر أي تفاصيل عن اللقاء وكيف تم، نشر مكتب رئيس تشاد صورة لديبي وهو جالس بجانب بازوم الذي كان يبتسم، وفق ما نقلته إذاعة BBC البريطانية.
وقال "ديبي" حينها إن جهود الوساطة التي يبذلها تهدف إلى إيجاد "حل سلمي للأزمة التي تهز" النيجر.
واتهامات العسكريين لفرنسا بالتخطيط للتدخل في النيجر ليست الأولى، إذ سبق ووجهوا لها اتهامات بالتعاون مع حكومة بازوم لمحاولة تحريره من محبسه في القصر. ولم تؤكد فرنسا أو تنفي هذا الادعاء، لكنها أكدت أن السلطة الوحيدة التي تعترف بها في النيجر هي سلطة الرئيس بازوم، وفق بيان سابق، للخارجية الفرنسية.
أمريكا تحذر رعاياها
ونصحت السفارة الأمريكية في النيجر، في بيان مقتضب نشرته عبر موقعها الرسمي، الأربعاء، رعاياها في البلاد بالاحتماء في مواقعهم، وتجنب التوجه لوسط العاصمة نيامي.
وجاء في البيان: "تنصح سفارة الولايات المتحدة مواطني الولايات المتحدة بالاحتماء في مكانهم، والحد من التحركات غير الضرورية في جميع أنحاء المدينة، والاستمرار في تجنب عبور وسط المدينة ومنطقة القصر الرئاسي".
اتصال مزعوم مع فاجنر
وتداولت تقارير إعلامية، نقلًا عن مصادر لم تسمها، اليوم، أنباء عن أن اتصالًا جرى بين قادة المجلس العسكري في النيجر، ومجموعة فاجنر العسكرية الروسية، في أعقاب الخرق الفرنسي المزعوم للمجال الجوي في البلاد، وانتشر فيديو يظهر طائرة عسكرية روسية يزعم أنها تهبط في العاصمة نيامي، لكن حتى الآن لا يوجد دليل على انتشار مقاتليها هناك.
وتنشط قوات فاجنر في دول إفريقية أخرى بينها مجاورة للنيجر، مثل مالي، كما تتواجد في جمهورية إفريقيا الوسطى.
وقالت الولايات المتحدة، في وقت سابق، إن مجموعة مرتزقة فاجنر الروسية "تستغل" عدم الاستقرار في النيجر، ولم تعلق فاجنر على ذلك.
الوضع الصعب لبازوم أكده أحد مستشاريه في تصريحات صحفية، الأربعاء، إذ أكد أن الطعام ينفد من رئيس النيجر، وأنه يعاني من ظروف قاسية أخرى على نحو متزايد بعد أسبوعين من الإطاحة به ووضعه قيد الإقامة الجبرية، في القصر الرئاسي في نيامي رفقة زوجته وابنه. وفق ما أوردت وكالة أسوشيتد برس.
وقال المستشار الذي لم يكشف عن اسمه، إن الأسرة تعيش بدون كهرباء ولم يتبق لها سوى الأرز والسلع المعلبة، رغم ذلك أكد أن بازوم لا يزال يتمتع بصحة جيدة في الوقت الحالي وشدد على أنه "لن يستقيل أبدًا".
ورغم عزلته، ظل بازوم على اتصال بالعالم الخارجي، إذ تحدث عبر الهاتف مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مؤخرًا، بحسب بيان سابق لوزارة الخارجية الأمريكية.