في ظل ترقب تعيشه النيجر مع انقضاء مهلة منحتها دول "الإيكواس" لقادة المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب في البلاد قبل نحو 10 أيام، لإعادته دون جدوى، سيجتمع قادة التكتل، الخميس، لبحث الخطوة التالية إزاء مساعٍ جادة لاستعادة الوضع الدستوري في البلاد، تتجنب حلًا عسكريًا أخيرًا، بينما دعوات الغرب ترجح الدبلوماسية.
قمة استثنائية
يعتزم قادة دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، الإيكواس، عقد قمة استثنائية حول الوضع السياسي في جمهورية النيجر، الخميس المقبل، في العاصمة النيجيرية أبوجا.
وذكر بيان مقتضب نشره الموقع الرسمي للإيكواس اليوم الاثنين أنه "سيعقد الرئيس بولا أحمد تينوبو، رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية ورئيس هيئة رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقي ECOWAS قمة استثنائية أخرى للسلطة حول الوضع السياسي في جمهورية النيجر، ستعقد القمة في أبوجا يوم الخميس 10 أغسطس 2023".
انتهاء المهلة
وانتهت، أمس الأحد، مهلة، أسبوع واحد، حددها تكتل الإيكواس أمام قادة المجلس العسكري في النيجر، لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى منصبه، وإلا واجهوا عقوبات واحتمال استخدام القوة ضدهم.
لكن ووسط ترقب حذر رفض العسكريون في النيجر الانصياع للضغوط والتنحي بعد استيلائهم على السُلطة في 26 يوليو الماضي، وأغلقوا المجال الجوي للبلاد حتى إشعار آخر، محذرين من استعداد دولة عظمى للتدخل العسكري في النيجر.
إيطاليا تدعو للتمديد
وترجح إيطاليا الدبلوماسية باعتبارها الطريقة الوحيدة للتعامل مع أزمة النيجر، ودعت مجموعة إيكواس إلى تمديد المهلة التي منتحتها لقادة المجلس العسكري في النيجر لإعادة الرئيس بازوم لمنصبه.
وقال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، في تصريحات صحفية، اليوم إنه يتعين على المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تمديد المهلة التي منحتها للنيجر، مُضيفًا أن "الطريقة الوحيدة هي الدبلوماسية، آمل أن يتم اليوم تمديد مهلة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" التي انتهت عند منتصف الليل"، وفق ما أوردت صحيفة "لاستامبا" المحلية الإيطالية.
وفد تضامن يصل النيجر
وفي ظل التلويح بالتدخل العسكري المحتمل في النيجر، أرسلت مالي وبوركينا فاسو وفدًا رسميًا مُشتركًا إلى العاصمة النيجرية نيامي، ضمن موقفهما المٌعلن سابقًا بالتضامن مع الوضع في النيجر ورفض التدخل في شؤونه.
وقال مسؤول عسكري رفيع بالجيش المالي، الكولونيل عبد الله مايجا إن "بوركينا فاسو ومالي بصدد إرسال وفد إلى نيامي يرأسه وزير مالي"، مُضيفًا أن الهدف من هذا الإجراء هو "إظهار تضامن هذين البلدين مع شعب النيجر الشقيق"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وتعتبر حكومتا مالي وبوركينا فاسو أي خطوة للتدخل في النيجر بمثابة إعلان حرب ضدهما أيضًا، وقالتا في بيان مشترك ورد في وقت سابق، مطلع أغسطس الجاري "أي تدخل عسكري في النيجر سيكون بمثابة إعلان حرب علينا"، كما أدانتا العقوبات التي فرضتها مجموعة إيكواس على النيجر ووصفتاها بأنها "غير قانونية".
حل أخير
الأربعاء الماضي، لوّح القادة العسكريون لمجموعة (إيكواس) خلال محادثات أجروها في نيجيريا، بالخيار العسكري كحل أخير لاستعادة النظام الدستوري في النيجر.
وقال عبد الفتاح موسى، المسؤول المفوض في الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بالشؤون السياسية والأمن، خلال اجتماع وزراء دفاع المجموعة في أبوجا، إن التدخل العسكري في النيجر سيكون "الخيار الأخير المطروح" لاستعادة النظام الدستوري في البلاد، مُضيفًا "لكن يجب أن نكون مستعدين لهذا الاحتمال".