يتسبب تفاقم الوضع الإنساني في السودان، إثر الصراع القائم بين الجيش والدعم السريع، إلى إصدار العديد من التحذيرات حول الوضع الكارثي الذي تتجه البلاد نحوه بوتيرة سريعة، وسط دعوات للحد من الضرر البشري.
ومنذ بداية الاشتباكات، أشارت العديد من الجهات الدولية، إلى أنه لم يقتصر الصراع على التأثير على الوضع السياسي والاقتصادي للبلاد، بل امتد ليتحول إلى أزمة إنسانية تودي بحياة المواطنين، وتتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض في أنحاء البلاد.
جثث متحللة وأوبئة مترقبة
وجاءت أحدث التحذيرات للوضع المأساوي في السودان، من خلال تحذير منظمة إغاثة، من أن آلاف الجثث تتحلّل في شوارع الخرطوم"، مشيرة إلى أن ذلك يتسبب في خطر تفشّي الأمراض نتيجة تحلّل جثث القتلى.
وأفاد بيان صادر عن منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن) التي يقع مقرّها في لندن، أن "آلاف الجثث تتحلّل في شوارع الخرطوم"، مشيرة إلى عدم سعة المشارح لحفظ الجثث، موضحة أن ذلك قد يعرّض العائلات والأطفال لخطر متزايد من الأمراض.
نقص المياه وتعطل خدمات النظافة
ونقلت المنظمة عن نقابة الأطباء السودانية قولها: "لم يتبق أي طاقم طبي في المشارح، تاركين الجثث مكشوفة على حالتها". وأكد البيان أن هذا المزيج المرعب من أعداد الجثث المتزايدة ونقص المياه الحاد وتعطّل خدمات النظافة والصرف الصحي يثير مخاوف من تفشي وباء الكوليرا في المدينة.
وقال مدير صحة وتغذية الأطفال في المنظمة، بشير كمال الدين حميد، بحسب البيان، "عدم القدرة على دفن الموتى بكرامة هي معاناة أخرى للعائلات، وإلى جانب الأسى والألم نحن نشهد أزمة صحية في طور التكوين".
حاجة بالغة للمساعدات الإنسانية
وفي مايو الماضي، حذر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، راميش راجا سينغهام، بمؤتمر صحفي، أن الوضع في البلاد يتحول إلى أزمة إقليمية بوتيرة سريعة، لاسيما أن مستويات التمويل ضعيفة في ظل ضخامة الاحتياجات، مشيرًا إلى أن نحو 25 مليون شخص يمثلون أكثر من نصف سكان السودان بحاجة للمساعدات الإنسانية.
توقف التلقيح ضد الأمراض
وسبق لمنظمات إغاثة دولية أن حذّرت من أن موسم الأمطار في السودان الذي بدأ في يونيو الماضي يمكن أن يتسبّب في انتشار أوبئة مثل الحصبة والكوليرا، خصوصًا في ظل توقّف أنشطة التلقيح ضد الأمراض وخروج 80% من المرافق الطبية في البلاد خارج الخدمة.
وأسفرت الحرب عن مقتل 3900 شخص على الأقل، ودفعت أكثر من أربعة ملايين آخرين إلى مغادرة منازلهم سواء إلى ولايات أخرى لم تطالها أعمال العنف أو إلى خارج البلاد، بحسب أحدث إحصاءات الأمم المتحدة.