"من رحم المعاناة يولد الأمل، ومن قلب المأساة يولد الإبداع".. مجدي التتر سباح فلسطيني فقد ساقه في التاسعة من عمره، لكنه أصبح الآن مصدر إلهام للسباحين الطموحين في غزة، بعدما بات مدرب سباحة مؤهلًا يدير أكاديميته الخاصة.
فقد "التتر" - 42 عامًا - ساقه اليمنى عندما دهسته سيارة وفي مواجهة مشكلة العثور على عمل في القطاع، إذ يعاني ما يقرب نصف السكان في سن العمل من البطالة، لجأ إلى السباحة وتأهل كمدرب.
يتفاجأ الآباء، الذين يُحضرون أطفالهم إلى مركز التدريب لأول مرة من أجل تعلم أساسيا السباحة، برؤية التتر يقف على عكازين، لكن شكوكهم سرعان ما تتحول إلى ثقة عندما يشاهدون مهاراته في الماء.
وتدرب الأكاديمية الفلسطينية لتعليم السباحة التابعة له طلابها من الصغار والكبار على حد سواء في مسبح محلي.
وقال التتر لـ"رويترز" بينما كان يتدرب العشرات من طلابه في المياه: "قلت يجب أن أحول المحنة إلى منحة فجعلت بتر ساقي حافز لي أن أكون إنسان فعّال في المجتمع".
وأضاف "طورت من مهاراتي وجعلتني قادر أفتح مدرسة لرياضة السباحة".
وتُدرج اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قائمة المبتورين ما لا يقل عن 1600 شخص من بين سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.
وقالت جمعية السلامة الخيرية لرعاية الجرحى وذوي الإعاقة إن 532 من سكان غزة فقدوا أطرافهم في الصراع مع إسرائيل.
كما جمعت جمعية إغاثة أطفال فلسطين، مقرها الولايات المتحدة، في وقت سابق من الشهر الجاري 120 طفلًا من غزة ممن بترت أطرافهم العلوية والسفلية في مخيم صيفي.
وقالت دنيا سعيد من الجمعية: "هدفنا في (كامب أبيليتي) هو جمع الأطفال سويًا لنُريهم والمجتمعات التي يعيشون فيها أنهم يتمتعون بالقدرة الجسدية وقادرون على فعل أي شيء".