تنطلق غدًا أكبر وأهم منافسة بكرة القدم، وهي كأس العالم التي تقام على أرض دولة قطر في أول مرة تُجرى على أرض عربية، لذلك نستقل آلة الزمن ونعود إلى لقطات ولحظات غريبة لا تنساها الساحرة المستديرة وعشاقها، ونصل إلى مونديال 1962.
في اليوم الثاني من يونيو 1962 على ملعب خوليو مارتينيز برادانوس بمدينة سانتياجو عاصمة تشيلي، احتشد أكثر من 66 ألف محب لمتابعة منتخب بلادهم في مباراة مهمة أمام منتخب إيطاليا، لكنهم في هذا اليوم لم يروا كرة قدم، لكن إيطاليا عادت إلى العصر الروماني وتحولت المباراة أمام تشيلي إلى معركة في الكولوسيوم (المدرج الروماني الشهير).
الصحافة أطلقت على هذه المباراة "معركة سانتياجو"، التي أدارها الحكم الإنجليزي كين أستون، أما عن أسباب العنف في هذه اللقاء سيئ السمعة، فهو أن صحفيين إيطاليين هما أنطونيو شيريللي وكورادو بيزينيللي هاجما تشيلي بسبب الفشل في تنظيم بطولة كأس العالم، بحيث ادّعيا أن الدولة اللاتينية لا تستحق تنظيم البطولة الأضخم في كرة القدم، بسبب فقرها وجهلها وجشع التجار فيها وتخلف الشعب، وما زاد الغضب هو أن الصحف التشيلية ترجمت هذه التقارير ونشرتها باللغة الإسبانية التي يجيدها الشعب التشيلي.
وفي هذا الوقت لم تكن كرة القدم تعلم البطاقات الصفراء وكانت هناك حمراء فقط، وبعد أن أطلق الحكم الإنجليزي الصافرة بـ12 ثانية تم طرد الإيطالي جورجو فيريني بسبب خطأ على هورينو أندا لاعب تشيلي، لكنه رفض الخروج، فأخرجته الشرطة.
الجناح التشيلي ليونيل سانشيز أراد أن يرد هذه الضربة لزميله، فلكم الظهير الإيطالي ماريو ديفيد، لكن الحكم تغاضى عن الطرد، ما دفع ديفيد إلى ركل سانشيز، وفي الدقيقة 29 طرد ديفيد، وأصبح المنتخب الإيطالي يلعب المباراة بتسعة لاعبين.
سانشيز لكم الإيطالي أومبرتو ماستشيو بقوة أدت إلى كسر أنفه، وبعد ذلك تحولت المباراة إلى فوضى عامة وشجار بين الطرفين، وتدخلت الشرطة ثلاث مرات للفض بين الجانبين.