دائمًا ما تستحوذ بطولات كأس العالم على الاهتمام الجماهيري والإعلامي، باعتبارها البطولة الأكبر في كرة القدم على مستوى العالم، التي تجمع منتخبات من قارات مختلفة وسط أجواء رائعة.
ومع العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم 2022 بدولة قطر الذي يترقبها عشاق الساحرة المستديرة، خاصة أنها النسخة الأولى التي ستقام في بلد عربي.
تستقل "القاهرة الإخبارية" آلة الزمن لتعود إلى النسخة الثانية من المونديال، وهي كأس العالم 1934، لمعرفة كواليسها وأحداثها البارزة خلال السطور التالية:
اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم إيطاليا لاستضافة النسخة الثانية من المونديال، لتصبح أول نسخة تقام في دولة أوروبية بعدما أقيمت النسخة الأولى في أمريكا الجنوبية، بعدما استضافتها أوروجواي وتوجت بلقبها.
واختار فيفا إيطاليا لاحتضان المحفل العالمي متفوقة على السويد، وخصصت الحكومة الإيطالية حينها بقيادة بينيتو موسوليني، 3.5 مليون ليرة إيطالية من أجل استضافة المسابقة.
كانت هذه هي النسخة الأولى التي تشهد إجراء تصفيات للمنتخبات التي ترغب بالمشاركة في المونديال، وخاض 32 منتخبًا التصفيات المؤهلة للمونديال، ليصل 16 فريقًا للمحفل العالمي.
رفضت أوروجواي المشاركة في البطولة بسبب مشاركة أربعة فرق أوروبية فقط في كأس العالم 1930، في حين شاركت كل من فرنسا وألمانيا والنمسا وهنغاريا وهولندا وتشيكوسلوفاكيا وإيطاليا وبلجيكا ورومانيا وإسبانيا والسويد وسويسرا من أوروبا، والبرازيل والأرجنتين من أمريكا الجنوبية ومصر من أفريقيا وأمريكا من أمريكا الشمالية.
شارك المنتخب المصري بهذه النسخة من المونديال كأول منتخب أفريقي وعربي يخوض هذا المحفل العالمي، قبل أن تغيب شمس الفراعنة عن كأس العالم حتى عام 1990 في النسخة التي أقيمت في إيطاليا.
كانت هذه النسخة هي الأولى التي لا تشهد تقسيم الفرق المشاركة إلى مجموعات، بل خاضت المنتخبات مباريات خروج المغلوب بشكل مباشر، إذ ودعت ثمانية فرق البطولة من المباراة الأولى وهي البرازيل والأرجنتين ومصر وأمريكا وفرنسا ورومانيا وهولندا وبلجيكا.
وحال التعادل، كان يحتكم الفريقان للأشواط الإضافية ثم إلى مباراة فاصلة إذا بقيت النتيجة على حالها، وهو الأمر الذي حدث في مباراة إسبانيا وإيطاليا في الدور ربع النهائي، بعد أن تعادلا بهدف لمثله طيلة الأشواط الأصلية والإضافية للمباراة قبل أن تفوز إيطاليا بهدف نظيف في مباراة الإعادة.
شهد هذا المونديال حادثة فريدة، بتأهل ثمانية منتخبات أوروبية إلى الدور ربع النهائي، وهي المرة الوحيدة التي يحدث فيها هذا الأمر، وذلك بعد وصول منتخبات إيطاليا وإسبانيا والنمسا وهنغاريا وتشيكوسلوفاكيا وسويسرا وألمانيا والسويد.
بلغت منتخبات إيطاليا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الدور نصف النهائي للبطولة، وتغلب حينها المنتخب الإيطالي على نظيره النمساوي بهدف نظيف، في حين فازت تشيكوسلوفاكيا بثلاثة أهداف مقابل هدف على ألمانيا.
أقيمت المباراة النهائية على أرضية الملعب الدولي في العاصمة الإيطالية، روما، وتمكنت تشيكوسلوفاكيا من تسجيل الهدف الأول في المباراة عبر اللاعب أنطوان بيوك، عند الدقيقة 71، قبل أن تتعادل إيطاليا عبر رايموندو أورسي، عند الدقيقة 81، ليحتكم الفريقان إلى أشواط إضافية.
حسمت إيطاليا المواجهة عبر الأشواط الإضافية، بتسجيل الهدف الثاني عبر اللاعب أنجيلو شيافيو، عند الدقيقة 95، لتتوج باللقب العالمي الأول في تاريخها.