تحول موسم العطلة الصيفية في المنتجعات السياحية المطلة على ساحل البحر المتوسط بإسبانيا، التي تعد وجهة لملايين الأشخاص- إلى كابوس مروع، بعد احتراق إحدى الغابات المطلة على الساحل، بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وسط مخاوف من أن تطال ألسنة اللهب المواقع الأثرية.
وبفضل الرياح العاتية، زحفت ألسنة اللهب نحو الحدود مع فرنسا، وحاصرت موقعًا سياحيًا شهيرًا، وتسببت في عزل قرية وموقع تخييم في المنطقة، بحسب وكالة "رويترز".
واتسعت رقعة المنطقة المتضررة من الحريق لتشمل أكثر من 150 هكتارًا عند الساعة 7:25 مساء بالتوقيت المحلي، مقابل 50 هكتارًا قبل ساعة من ذلك، وذلك بحسب حراس الغابات التابعون للحكومة الكتالونية.
وكان من الصعب إخماد الحريق بسبب التضاريس الجبلية في المنطقة، بحسب بيان للحكومة الكاتالونية.
ويوجد في بورتبو، بالقرب من الحدود الفرنسية الإسبانية، محطة سكة حديد رئيسية تستخدمها شبكات البلدين.
وفي كل صيف، تشهد مدينة كوليرا الإسبانية زيادة في عدد سكانها بسبب تدفق السياح المتجهين إلى الشواطئ الإسبانية.
بقعة ساخنة
ويصنف العلماء منطقة البحر المتوسط على أنها "بقعة ساخنة" لأزمة المناخ، حيث حذرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من مزيد من موجات الحر وتلف المحاصيل والجفاف وغيرها من الأزمات المناخية التي تهدد الطبيعة.
وقالت الحكومة الكاتالونية إن نحو 230 من رجال الإطفاء من إسبانيا وفرنسا تدعمهم الطائرات يشقون النيران، خوفًا من زحف المزيد من ألسنة اللهب إلى فرنسا.
رياح عاتية تعوق الإطفاء
قال متحدث باسم خدمات الإطفاء الفرنسية لوكالة "فرانس برس" إن طائرة فرنسية لقذف المياه أًرسلت إلى المنطقة لم تتمكن حتى الآن من العمل بسبب الرياح العاتية.
وفي النصف الأول من عام 2023، احترق ما يقرب من 70 ألف هكتار من الغابات في إسبانيا، وهي مساحة أكبر من مساحة العاصمة مدريد، وأكثر من نصف الأراضي التي احترقت بسبب حرائق الغابات في الاتحاد الأوروبي.
وتم إجلاء الآلاف من جزيرة لا بالما التي تنتشر فيها البراكين في جزر الكناري في وقت سابق من هذا الشهر، حيث اجتاحت حرائق الغابات 4500 هكتار من الأرض.