تُشير استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة إلى تراجع دعم الناخبين الأمريكيين لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مُقارنة بما كان عليه الوضع قبل ثلاثة أشهر، وتأتي هذه النتائج بالتزامن مع تصاعد المطالبات من كييف بالانضمام إلى التحالف بعد اندلاع الحرب مع روسيا.
انخفاض التأييد
انخفض دعم الناخبين الأمريكيين لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" بنسبة 8% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بحسب استطلاع للرأي الذي أجرته شركة "ردفيلد وويلتون ستراتيجي" لصالح مجلة "نيوزويك".
في استطلاع رأي أجري في 5 أبريل بين 1500 أمريكي مؤهلين للتصويت في عام 2020، أيد 55% من المستطلعين انضمام كييف إلى الحلف، إلا أن استطلاعًا آخر أجري في 25 و26 يوليو بين نفس عينة الناخبين، وجد أن الدعم لعضوية أوكرانيا انخفض إلى 47%.
جدول زمني
وفي حين طلب الاستطلاع الأخير من الأمريكيين تحديد جدول زمني لانضمام أوكرانيا، أيد 26% الانضمام الفوري، بينما قال 37% إن العضوية يجب أن تأتي بعد انتهاء الحرب، وأيد 12% فقط عدم انضمام أوكرانيا أبدًا.
تأكيدات بايدن
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد صرح قبل قمة الناتو في فيلنيوس بأن الوقت لم يحن بعد لانضمام أوكرانيا، مُشيرًا إلى أن ذلك سيعني "دخولنا في حرب مع روسيا".
لكن على هامش الاجتماع وفي جلوسه بجانب نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال بايدن: "إنني أتطلع إلى اليوم الذي نعقد فيه الاجتماع للاحتفال بعضويتك الرسمية".
على الرغم من تعهدات الناتو المستمرة بتزويد كييف بالمعدات والتدريب، مع تجنب المشاركة المباشرة في الحرب، كان هناك خيبة أمل بسبب عدم وجود جدول زمني محدد لدعوة الناتو أو الانضمام النهائي.
وعقب القمة، قال السفير الأمريكي السابق لدى الناتو، كورت فولكر، إن هناك "تناقضًا" بين التزام الكتلة بأمن الحلف و"رفضها منح أوكرانيا مسارًا واضحًا للانضمام إلى العضوية".
وقال لمجلة نيوزويك: "من الصعب أن نرى كيف يمكن للناتو أن ينجز مهمته الأمنية لأوروبا في المستقبل دون أن تكون أوكرانيا جزءًا من الحلف، يجب معالجة هذا التناقض في قمة واشنطن ".
تناقض
وبحسب الاستطلاع يتضح أن الدعم الأمريكي لانضمام أوكرانيا إلى الناتو يتراجع، في الوقت الذي تزيد فيه الضغوط على واشنطن وحلفائها لتقديم جدول زمني واضح للانضمام.
يمثل هذا التناقض تحديًا مهمًا للناتو والسياسة الأمريكية تجاه أوروبا الشرقية، وخاصة في ظل التوترات المتزايدة مع روسيا، إذ بالنظر إلى الوضع الحالي، يتوجب على القادة الأمريكيين والأوروبيين البحث عن حلول جديدة ومبتكرة، للتعامل مع هذه القضية الحساسة في الساحة الدولية.