قدم مسرحيون فلسطينيون عرضًا مسرحيًا مُبهرًا باسم "فسيفساء القدس"، إذ استخدم الممثلون شوارع وأزقة وحواري القدس القديمة كخشبة مسرح للعرض الجوال، الذي أبهر الجمهور خلال تجوله طوال مدة العرض.
وأعرب الجمهور عن إعجابه الشديد بكل ما تلقاه خلال العرض من معلومات فنية وثقافية تتعلق بتاريخ المدينة المقدسة والحضارات، التي مرت عليها وبالموسيقى التي تمس أوتار القلوب.
وربطت مسرحية "فسيفساء القدس" ماضي المدينة بحاضرها باستخدام الموسيقى والرقص والأداء، ما خلق فرصة للترويج للمدينة كوجهة سياحية مهمة.
وقال الممثل وكاتب المسرحية، حسام أبو عيشة: "العمل الفني اسمه فسيفساء القدس، من كلمة فسيفساء نحكي عن فسيفساء المدينة البشرية وفسيسفسائها التاريخية، إذ مر على هذه المدينة 21 حضارة كلها تركت أثر موجود فيها وتوالي هذه الحضارات خلق ناس متعلقة فيها".
وتابع: "فضلت أن يمر الجمهور على المكان ويرى الشخوص، فأنا درست في كُتّاب الشيخة سند في حارة السعدية، لذا أطلعلهم على الشيخة سند، وتدرس لهم عربي وقرآن وعندما يرى المشاهد يولد عنده إحساس مختلف".
وقالت جورجينا عصفور، صاحبة الفكرة ومخرجة العرض: " جاءتني فكرة قصة حب من تقاليد الزواج الفلسطينية، لأنه برأيي أننا بهذه البلد بحاجة للحب حتى نستمر، إن كان حبنا لبعض، إن كان حبنا لبلدنا، لوطننا".
وقالت الممثلة فاطمة أبو عالول عن العرض: "أكثر ما يميز هذا العرض هو أنه عمل جوال بالشارع ليس بمسرح مغلق، وهو ما خلق تحديًا كبيرًا، لكنه خلق في الوقت نفسه متعة لكي تتماشى مع كل الأشياء حولك، مع الضجة، الناس الذين يتدخلوا مع النص أو يسألوا أسئلة أثناء المسرحية، فطوال الوقت تكون مركز وتعرف تتعامل مع كل الأشياء التي تحدث حولك، فهذا بالنسبة لي شيء كثير مميز".
وقال رائد سعيد، مؤلف موسيقى المسرحية: "الموسيقى في هذا العرض تختلف، لأن الموسيقى مستوحاة من البلد القديمة التي نشأت بها، والعمل موجود بالبلدة القديمة، وبالتأكيد هو أمر مختلف حينما نقدم العرض داخل البلدة القديمة".
وتتناول المسرحية قصة حب بين بشير، ابن صاحب مقهى، العائد من بيروت بعد حصوله على درجة البكالوريوس في المحاسبة في صيف عام 1966، وبسمة، ابنة أحد أغنى العمال في المدينة، وانتهت باندلاع حرب يونيو 1967.