مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية، سقط الروبل أمام الدولار إلى مستوى 140 روبلًا، كأعلى مستوى في تاريخه، وتحديدًا في مارس 2022، قبل أن تنجح العملة الروسية في أن تقفز بنسبة 54% مقابل الدولار الأمريكي، في مايو الذي يليه، لتصبح العملة صاحبة الأداء الأفضل مقارنة مع باقي العملات الأخرى، وفقًا لوكالة "بلومبيرج".
وقتها سجل الروبل الروسي، 64.75 للدولار الواحد، ليعوض خسارته العنيفة التي وصلت إلى 11% من مارس 2023، قبل أن يبدأ سلسلة جديدة من الهبوط، لينخفض في بداية أغسطس الحالي بأكثر من 2% إلى أدنى مستوياته في أكثر من 16 شهرًا، متخطيًا 94 مقابل الدولار الواحد.
وجاء تراجع الروبل أمام الدولار، تحت وطأة المخاطر السياسية، وهبوط أسعار النفط، والمخاوف من أن تتحول وزارة المالية نحو شراء عملات أجنبية هذا الشهر.
أدنى مستوى للروبل
ويعد المستوى الذي وصل له الروبل، الأربعاء، الأدنى له بعد أن سجل مستوى 94.32 في 28 مارس 2022.
وتأثر سعر الروبل، بانخفاض خام برنت 2.2% إلى 83.03 دولار للبرميل، متراجعا عن أعلى مستوى له منذ 17 أبريل عند 85.99 دولار.
وتضرر الروبل أيضًا جراء حالة عدم اليقين في السوق بشأن ما إذا كانت وزارة المالية ستستمر هذا الشهر في مبيعات العملات الأجنبية لتغطية النقص في عوائد صادرات الطاقة الروسية أم أنها ستتحول إلى الشراء، بحسب "رويترز".
ورغم مرور نحو 18 شهرًا على الحرب الروسية الأوكرانية، لم تتحقق التوقعات بشأن انهيار الاقتصاد الروسي، الذي صدم الجميع وكان التضخم في روسيا أقل منه في أوروبا، بعدما أخذ في التحسن، وأصبح أفضل بحسب بيانات رسمية، وفي وضع أفضل مما كان متوقعا في الأشهر الأولى من العملية العسكرية.
وأثارت عودة الروبل للتراجع بقوة أمام الدولار، وعملات أخرى، التساؤلات حول استدامة التوقعات الإيجابية بشأن اقتصاد روسيا، إذ تراجع سعر صرف العملة الروسية في أبريل الماضي، وفقد الروبل نحو 6% من قيمته بعد ارتفاع سعر الصرف في بورصة موسكو فوق 81 روبلا، للمرة الأولى منذ أبريل 2022، قبل أن يسقط مجددًا ويتخطى اليوم 94 مقابل الدولار.
الروبل الرقمي
في الأول من أغسطس الجاري، بدأ العمل بقانون ينص على تثبيت الأنظمة القانونية لإدخال الروبل الرقمي في روسيا، على أن يكون من اللازم إنشاء محفظة إلكترونية خاصة عبر البنك، وستتم العمليات عبر منصة خاصة يُشغلها البنك المركزي الروسي، بحسب وكالة "سبوتنيك".
ويعد الروبل الرقمي الشكل الثالث للعملية الوطنية الروسية، ويساوي في قيمته الروبل النقدي وغير النقدي، ويكون لكل روبل رمز فريد يمكن استخدامه، في دفع ثمن البضائع والخدمات وإجراء تحويلات مالية إلى جانب الادخار.
ما الفرق بين العملة المشفرة والروبل الرقمي؟
الروبل الرقمي، عملة يصدرها ويسيطر عليها البنك المركزي، والذي يمكنه التدخل في تشكيل سعر الصرف، كما أنها مدعومة بالذهب واحتياطات النقد الأجنبي، ويمكن استخدامها في المستقبل الدفع مقابل المشتريات، أما العملات المشفرة فلا توجد سلطة مركزية عليها، وهي ناتجة عن التعدين، كما أن التكلفة تعتمد على توازن العرض والطلب، وتكون مدعومة بمصلحة المجتمع الذي يستخدمه، وفي معظم دول العام لا تعتبر قانونية.
لماذا يتراجع الروبل أمام الدولار والعملات الأخرى؟
بحسب رئيسة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، فإن التراجع الآن تحت تأثير ديناميكات التجارة الخارجية، مشيرة إلى أن فائض الحساب الجاري في الربع الأول من 2023 كان أقل خمس مرات من قيم الذروة في العام السابق.
وكشفت أن "ديناميكية سعر الصرف تحمل الآن مخاطر تضخمية"، وأن نظام السياسة النقدية واستهداف التضخم وسعر الصرف العائم يظهر فعاليته في أوقات الهدوء وفي فترات الصدمات الحادة.