تواجه روسيا انتقادات غربية، بتعريض الأمن الغذائي العالمي للخطر "على نحو متعمد"، وذلك في أعقاب ضربات مسيّرة شنتها على ميناء رئيسي مطل على نهر الدانوب، صباح الأربعاء، أضرت بصومعة حبوب أخرى وأتلفت نحو 40 ألف طن من الحبوب، فيما دفعت موسكو في رواية غير رسمية بأن هجماتها استهدفت قواعد لإصلاح السفن العسكرية الأوكرانية.
هجوم إزمايل
أكد مسؤولون أوكرانيون، اليوم الأربعاء، أن هجمات الطائرات بدون طيار الروسية أضرت بمرافق الموانئ في منطقة أوديسا جنوبي البلاد، وألحقت أضرارًا بصومعة حبوب أخرى في ميناء إزمايل على نهر الدانوب، ما أدى إلى إتلاف نحو 40 ألف طن من الحبوب.
وقال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في أوديسا، أوليه كبير في منشور على تليجرام": "في الليل، شن العدو هجومًا بطائرات بدون طيار على جنوب منطقة أوديسا. ونتيجة للغارة، اندلعت حرائق في مرافق الموانئ والبنية التحتية الصناعية بالمنطقة. وألحقت أضرارًا بصومعة الحبوب".
أضاف كيبر: "هاجم الإرهابيون الروس مرة أخرى الموانئ، والحبوب، والأمن الغذائي العالمي".
والموقع حيث القصف الروسي عبر نهر الدانوب كان بمثابة بديل رئيسي لأوكرانيا لتصدير حبوبها منذ انسحاب موسكو من مبادرة حبوب البحر الأسود الشهر الماضي.
يمكن أن تطعم الملايين
قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن صومعة حبوب تعرضت لأضرار في ميناء إزمايل على نهر الدانوب، وكتبت على منصتها على موقع (إكس) إن "الحبوب الأوكرانية يمكن أن تطعم الملايين على مستوى العالم".
وأكد ألكسندر كوبراكوف نائب رئيس الوزراء الأوكراني، إن الهجمات الروسية بطائرات مسيرة في الساعات الأولى من صباح اليوم، أتلفت ما يصل إلى 40 ألف طن من الحبوب.
وكتب المسؤول في منشور على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، "تويتر سابقًا": "هاجم الروس مخازن للحبوب، تم إتلاف نحو 40 ألف طن من الحبوب كانت تنتظرها دول في إفريقيا والصين وإسرائيل".
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالم لاتخاذ موقف في مواجهة "قصف متعمد" للحبوب. وقال في بيان إن الهجمات الروسية على الموانئ وصوامع الحبوب في أوديسا تستهدف الأمن الغذائي العالمي" ، وأن على العالم أن يستجيب عندما تُستهدف الموانئ المدنية وعندما يقوم "الإرهابيون" بتدمير صوامع الحبوب عمدًا، بحسب قوله.
انتقادات
واتهمت فرنسا، الأربعاء، روسيا بتعريض الأمن الغذائي العالمي للخطر "على نحو متعمد" من خلال تدمير بنى تحتية أساسية لتصدير الحبوب.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، إن روسيا "تسعى لتحقيق مصلحتها الخاصة على حساب السكان الأكثر ضعفا عبر رفع أسعار المنتجات الزراعية ومحاولة منع أحد منافسيها الرئيسيين من تصدير منتجاته" وهي أوكرانيا.
ومنذ انسحابها من الاتفاق، هاجمت روسيا بشكل متكرر البنية التحتية للحبوب الأوكرانية في منطقة أوديسا.
بالإضافة إلى المنشآت في أوديسا، نفذت روسيا أيضًا هجمات على موانئ الأنهار الأوكرانية التي أصبحت أكثر تركيزًا كطرق بديلة للصادرات الأوكرانية منذ انتهاء صلاحية مبادرة حبوب البحر الأسود.
الهدف عسكري
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن زورقًا أوكرانيًا مسيرًا حاول استهداف سفينة حربية روسية في البحر الأسود، وأن القوات البحرية استطاعت إحباط تلك المحاولة وتدمير الزورق.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن مصدر قالت إنه "ناشط سري" في نيكولايف، قوله إن الهجمات الصاروخية الروسية على ميناء أزمايل أدت إلى تدمير قواعد يتم فيها إصلاح السفن العسكرية الأوكرانية، ومواقع المرتزقة الأجانب، ومستودعات النفط.
وقال سيرجي ليبيديف، نقلًا عن مصادره، إنه "نتيجة الضربة، أصيب مستودع نفط وأصيبت قاعدة صيانة الأسطول، حيث كان يتم إصلاح السفن، بما في ذلك القوارب العسكرية الأوكرانية، وتم استهداف مبنى المحطة البحرية على طول جسر كابيكرايان، حيث كان هناك وفقًا لبيانات سرية مرتزقة وجيوش أجنبية، على الأرجح من الجنسية الرومانية"، وفق وكالة الإعلام الروسية الرسمية.
وأضاف ليبيديف أن "البنية التحتية للميناء تضررت، بما فيها مخزن حبوب، وتم العثور على معدات عسكرية أجنبية، وتم تسجيل إجمالي ثماني إصابات".