تجتاح الحرارة الشديدة أجزاء كبيرة من دول العالم، لتعلن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن صيف هذا العام خاصة شهر أغسطس "شديد التطرف"، ما تسبب في أضرار جسيمة لصحة الناس والبيئة.
وأفادت المنظمة الدولية في أحدث تقرير صادر عنها، أن أرقام درجات الحرارة القياسية التي تسجلها الصين لا تحدث إلا كل 250 عامًا تقريبًا لولا تغير المناخ الذي سببه الاستخدام البشري للوقود الأحفوري.
الولايات المتحدة الأمريكية
وفي الولايات المتحدة الأمريكية تستمر درجات الحرارة في الارتفاع حتى 5 أغسطس، حيث أصدرت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية تحذيرات وإرشادات متكررة بشأن درجات الحرارة المرتفعة، والتي غالبًا ما تغطي مناطق تضم أكثر من 100 مليون شخص.
باكستان
ووفق الأمم المتحدة تواجه باكستان جوًا متطرفًا بين ارتفاع درجة الحرارة وأمطار ورياح رعدية قوية، حيث تشير التوقعات المناخية إلى أنه من 3 أغسطس إلى 6 أغسطس، سيظل الطقس حارًا ورطبًا في معظم أنحاء البلاد. ومع ذلك، هناك احتمال لسقوط أمطار مصحوبة برياح قوية ورعد في كشمير وإسلام آباد ومنطقة بوتوهار وهطول أمطار غزيرة في عدد من المدن الأخرى.
ووفقًا للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث (NDMA)، فقد استمرت الأمطار الموسمية الغزيرة في الفترة من 25 يونيو إلى 30 يوليو، وأسفرت عن مقتل 179 شخصًا، وإصابة 264 آخرين، وتدمير 1،594 منزلًا، وفقدان 480 رأسًا من الماشية في جميع أنحاء باكستان.
الصين
نزح ما يقرب من 31 ألف شخص في منطقة مينتوجو غربي بكين، بينما تم إجلاء 75500 شخص في مقاطعة خبي، وتم معاينه أكثر من 20 ألف مبنى بحثًا عن الأضرار.
وتشير التوقعات إلى هطول المزيد من الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية فوق خبي وبكين بشرق الصين.
الفلبين
أثر إعصار "إيجاي" مع الرياح الموسمية الجنوبية الغربية في الفلبين على أكثر من 655 ألف أسرة، ما يعادل (2.4 مليون شخص)، فيما أجبر المناخ المتقلب 300 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم واللجوء إلى 479 مركز إجلاء في 47 مقاطعة و12 منطقة وفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا".
ووقع حادثان بسبب الفيضانات في الفلبين وأسفرت الكارثة عن مقتل 25 شخصًا وفقدان 20 شخصًا. ولا تزال عمليات التقييم من قبل وحدات الحكم المحلي جارية لتحديد حجم الأضرار.
فيما أشار أحدث تقرير إلى أن 345 ألفًا و72 منزلًا تضرر بشكل جزئي ودمرت الفيضانات 1283 منزلًا بشكل كلي.
الطقس المتطرف يؤثر على صحة الإنسان
ومن جانبه، قال البروفيسور بيتيري تالاس الأمين العام لمنظمة الأرصاد الجوية (WMO)، إن الطقس المتطرف الذي يتكرر حدوثه بشكل متزايد له تأثير كبير على صحة الإنسان، والنظم البيئية، والاقتصادات، والزراعة، وإمدادات الطاقة والمياه. مضيفًا أن هذا يؤكد الحاجة الملحة المتزايدة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بأسرع ما يمكن وبعمق قدر الإمكان.
ووفق دراسة من علماء المناخ أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بأن موجات الحرارة تحمل بصمة واضحة لتغير المناخ وأوضحت الدراسة "لولا تغير المناخ الذي يأتي بسبب فعل الإنسان، لكانت هذه الأحداث الحرارية نادرة للغاية.
ولفتت الدراسة إلى أنه في الصين، كان من الممكن أن يكون حدثًا واحدًا من كل 250 عامًا تقريبًا، بينما كان من المستحيل تقريبًا حدوث أقصى درجات الحرارة مثل يوليو 2023 في منطقة الولايات المتحدة والمكسيك وجنوب أوروبا، إذا لم يقم البشر بتدفئة الكوكب عن طريق حرق الوقود الأحفوري".