تدخل غالبية الدول في سباق مكافحة التجسس، في ظل سيطرة الحرب السيبرانية على المشهد خلال الآونة الأخير، وسط اتهامات متبادلة بين الصين والولايات المتحدة، وروسيا والدول الغربية، وأمام هذه التحديات فإن كل الدول تعزز قدراتها في مكافحة التجسس على طريقتها الخاصة.
تعد الصين أحد أبرز أضلاع سباق التجسس، ومكافحته في آن واحد، خاصة بعد أن دخل قانون مكافحة التجسس الجديد حيز التنفيذ منذ يوليو الماضي، ومن خلاله تريد الحكومة الصينية الآن إشراك سكانها في خطتها الجديدة، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وتريد الصين تشجيع مواطنيها على المشاركة في مكافحة التجسس، وبحسب وزارة الأمن فإنه من أجل قيام المواطنين بتلك المهمة، فإنه يجب إنشاء قنوات يمكن للأفراد من خلالها الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة، في ظل وعود بسيل من المكافآت.
وتأتي الدعوة إلى الترويج للاستخبارات الصينية المضادة بين الجماهير، في أعقاب توسع بكين في قانون مكافحة التجسس، الذي يحظر مشاركة المعلومات المتعلقة بالأمن القومي والمصالح غير المحددة.
وأمام قانون التجسس الصيني تزايد قلق الولايات المتحدة، إذ يمكن تغريم الشركات الأجنبية في الصين بسبب أنشطتها التجارية المعتادة، وبموجب القانون المعدل يمكن للسلطات التي تجري تحقيقًا في التجسس الوصول إلى البيانات والأجهزة الإلكترونية والمعلومات المتعلقة بالممتلكات الشخصية.
وقال تشين ييشين، وزير أمن الدولة الصيني، في مقال بمجلة صينية، يوليو الجاري، إن الأمن السياسي هو الأولوية القصوى للأمن القومي، ومن المهم تأمين القيادة والمركز المهيمن للحزب الشيوعي الصيني.
ودائمًا ما ترى الصين نفسها مهددة من قبل الجواسيس، وفي السنوات الأخيرة، اعتقلت الصين واحتجزت العشرات من الرعايا الصينيين والأجانب للاشتباه في قيامهم بالتجسس، بما في ذلك مدير تنفيذي في شركة الأدوية اليابانية أستيلاس فارما، مارس الماضي، إلى جانب الصحفي الأسترالي تشينج لي، الذي تتهمه الصين بتسريب أسرار دولة إلى أخرى، والمحتجز منذ سبتمبر 2020.
ويأتي إعلان الصين بأنها مهددة من قبل الجواسيس في وقت تتهم فيه دول غربية بقيادة الولايات المتحدة، الصين بالتجسس وشن هجمات إلكترونية، وهو ما تنفيه بكين.
شركة مايكروسوفت عملاقة البرمجيات، اتهمت الصين باختراق قراصنة ينتمون إليها حسابات البريد الإلكتروني للعديد من المؤسسات الحكومية الغربية، لكن دون الوصول إلى معلومات سرية.
وأمام سيناريو تبادل الاتهامات بين بكين وواشطن، وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الولايات المتحدة بـ"عالم القرصنة"، وهو ما دفع حكومة الرئيس الصيني شي جين بينج، إلى التخطيط لمشاركة شعبها في بناء خط دفاعي ضد التجسس.