هجرة متواصلة، ومتسارعة للأطباء من تركيا، تؤثر على خدمات القطاع الصحي بالبلاد، واكتسبت تلك الظاهرة التي كانت على جدول أعمال البلاد خلال السنوات القليلة الماضية، زخمًا بعد الانتخابات العامة التي أجريت في مايو الماضي، مع ارتفاع متزايد في أعمال العنف ضد العاملين بالقطاع الصحي، وتزايدت تلك الحوادث بسبب عدم وضع الحكومة اللوائح اللازمة، ما تسبب في استمرارها وتزايدها، بحسب صحيفة "جمهوريت" التركية.
وتسبب عدم اتخاذ الإجراءات الكافية خلال جائحة "كوفيد-19"، فضلًا عن ظروف العمل الصعبة، وانتشار العنف في زيادة رغبة العاملين في القطاع الصحي في الهجرة والعمل في الخارج.
مستوى قياسي لعدد الراغبين في العمل بالخارج
أعلنت نقابة الأطباء الأتراك أن عدد طلبات الحصول على "شهادة حسن السير والسلوك" لأخصائي الرعاية الصحية للعمل في الخارج، بلغ أعلى مستوى له في يوليو الماضي، حسبما نشر موقع "جرتشك جوندم" الإخباري التركي.
ووفقًا لبيانات نقابة الأطباء الأتراك، تقدم 288 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، في يوليو الماضي، للحصول على شهادة حسن السير والسلوك من أجل العمل في الخارج.
كسر عدد طلبات شهادة حسن السير والسلوك رقمًا قياسيًا على أساس شهري مع 288 طلبًا في يوليو، وفي الأشهر السبعة الأولى من عام 2023 بلغ عدد المتقدمين 1649 طلبًا.
بيان النقابة
وقال البيان الصادر عن النقابة والذي شدد على فقدان الحقوق وازدياد حوادث العنف "ما زلنا نكافح من أجل العيش والبقاء على قيد الحياة ضد الفقدان المتزايد للحقوق والعنف المتصاعد في بيئة متعددة الأزمات".
طعن 4 مسعفين
وجاءت أحدث جريمة عنف ضد عمال القطاع الصحي في مدينة ديار بكر، إذ تعرض 4 مسعفين، أمس الثلاثاء، للطعن في منطقة كايابينار في ديار بكر بسبب الخلاف حول إفساح الطريق، وأوقفت حافلة صغيرة الفريق الطبي الذي كان في طريقه لأخذ الحالات، وبسبب خلاف حول إفساح الطريق خرجت مجموعة من المشتبه بهم من السيارة وهاجمت العاملين الصحيين وطعنت 4 أشخاص، وفقًا لصحيفة "جمهوريت" التركية، واعتقلت فرق الشرطة ثلاثة مشتبه بهم، بينما يتواصل العمل لإلقاء القبض على مشتبه به رابع فيما يستمر المسعفون في تلقي العلاج بأحد المستشفيات.
تعدٍ على ممرضين
وفي نهاية الشهر الماضي، شهدت مدينة فان حادثة أخرى لأعمال العنف ضد العاملين بالقطاع الصحي، فقام مريض بصحبة شخصين آخرين والذي ذهب إلى أحد مستشفيات المدينة، بالاعتداء على العاملين بسبب "دوره في الدخول للكشف".
قالت ممرضة تعرضت للهجوم في حديثها لصحيفة "جمهوريت": "أراد الشخص الذي جاء إلى المستشفى مصابًا بالتهاب الحلق أن يُفحص على عجل، فذكرنا أنه يلزم دخول المرضى بالتتابع، فأقدم الشخص المعني على ضرب صديقنا، ومن ثم انضم له شخصان كانا بصحبته وقاموا بضربنا".