تتجدد مخاوف تركيا من آن لآخر، من وقوع زلازل تتسبب في مأساة جديدة، فلا تزال مشاهد الدمار الكبير الذي خلفه الزلزال المدمر الذي وقع في 6 فبراير الماضي، محفورة في الأذهان، إذ راح على أثره أكثر من 52 ألف شخص، وتسبب في تدمير عشرات الآلاف من المنشآت.
تحذير من زلزال جديد مدمر بإسطنبول
قال عالم الأرض التركي ناجي جورور، إن تركيا تواجه خطر حدوث زلزال بقوة 7.2 على مقياس ريختر، مشيرًا إلى أنه يخلف دمارًا كبيرًا إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة قبل حدوثه.
وصرح عالم الأرض جورور أثناء حضوره ندو ة عن التخفيف من حدة الكوارث نظمتها إحدى بلديات مدينة بورصة التركية: "نواجه خطر حدوث زلزال مدمر جديد في إسطنبول، ونحذر من دمار كبيرًا يخلفه، ويؤسفنا أنه لا يتم اتخاذ تحذيراتنا بعين الاعتبار من قبل الشعب والحكومات المحلية، كذلك الحكومة المركزية"، حسبما ذكرت صحيفة "بيرجون" التركية.
وأضاف جورور: "بعد وقوع الزلازل نرى مئات التقارير حول ما يجب القيام به في حالة وقوعه، ولكن لسوء الحظ لم يتم فعل الكثير من هذه التدابير، مشيرًا إلى أنه كانت هناك توقعات بحدوث زلزال 1999 منذ السبعينيات.
وصرح ناجي جورور، "كنا حذرنا من زلزال إيلازيغ الذي وقع عام 2020، ولم يفعل أحد شيئًا ولم تتخذ التحذيرات على محمل الجد، والآن نحذر من زلزال يضرب إسطنبول يتراوح الحد الأدنى له من 7.2 إلى 7.6 درجة، ما يتسبب في حدوث كسر في خط الصدع في كومبورجا، وكسر في خط الصدع شمال الأناضول.
وقع زلزال إيلازيغ بقوة 6.7 درجة في الساعة 20:55 بالتوقيت المحلي بتاريخ 24 يناير 2020. حُدّد موقعه على بعد قرابة 550 كيلومترًا إلى الشرق من العاصمة أنقرة، ووقعت عشرات الهزات الارتدادية بعده. وتسبب في مقتل ما لا يقل عن 29 شخصًا وإصابة مئات آخرين.
فاروق الباز: "خطر حدوث الزلازل أمر واقعي"
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يحذر فيها جورو من خطر وقوع زلزال، فعقب وقوع زلزال تركيا وسوريا المدمر في 6 فبراير الماضي، أصدر جورور تحذيرًا من وقوع زلزال يصل إلى 10 درجات.
وقال جورور إن إسطنبول تواجه خطر وقوع زلزال تصل قوته إلى 10 درجات على مقياس ريختر، بسبب فجوة زلزالية وبمجرد أن يتم سدها سيحدث زلزال كبير في بحر مرمرة.
وعن توقعات جورور بشأن الزلزال، كان صرح العالم المصري الكبير دكتور فاروق الباز في تصريحات خاصة لموقع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن "احتمال حدوث الزلازل قائم لأن القشرة الأرضية تتحرك بعض الشيء أثناء دوران الأرض حول نفسها، وجذب الشمس وجذب كواكب المجموعة الشمسية على الأرض أثناء تحركها".
وأشار الباز إلى أن هذه الحركة تحدث مرة كل عشرات السنوات وقليلة للغاية، فلا تؤثر على كل الناس ولكن عندما تحدث على كسر في القشرة الأرضية فهي تؤثر على الناس".
وشهدت مدينة أرزنجان عام 1939 زلزالًا ضرب شرق تركيا في يوم 27 ديسمبر وبلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وكان ذلك الزلزال من أعنف الهزات المتتابعة التي أثرت على طول فالق شمال الأناضول بين عامي 1939 و1999، إذ حدث تصدع مع إزاحة أفقية تصل إلى 3.7 متر في مسافة قدرها 360 مترًا على امتداد فالق شمال الأناضول.